بعد الحادثة المشؤومة والتي ذهب ضحيتها ستة وعشرون شبيحا وجرح أكثر من ستين ما بين شبيح ومواطن بريء، حاولت استقراء الواقع على الأرض وتوصلت لبعض الحقائق والتي تثبت لي بما لا يدع مجالا للشك أن الفاعل هو إدارة المخابرات العامة فرع دمشق .
ولكن الأمر المفرح في الحادثة المشؤومة أن شبيحة بشار أدركوا أنهم سوف يُرمى بهم على مذبح الكرسي ، في سياق اللعبة القذرة التي طالما لجأ إليها الطاغية ، من خلال التضحية بأقرب الناس من كل الانتماءات و الطوائف والأديان مقابل ترسيخ اركانه لبعض الوقت ، وهذا يعرفه أخوتنا من الطائفة العلوية قبل الطوائف الأخرى ، فكما تعلمون أن الأسد المقبور قرر التضحية في بداية حكمه بخيرة مناصريه من الطائفة العلوية مقابل تثبيت كرسيه ، كما هو الحال في ((صلاح شديد، وعارف دليلة ،.الخ)) . ايضا عندما استنفذ كامل مبتغاه من المجرم رفعت لفظه للغرب .
طبعا هذا على مستوى القادة ، ولكن الملفت اليوم أن بعض الشبيحة انتبهوا لتلك الحالة وهالهم مستوى الدناءة التي يتعامل بها الطاغية وأزلامه تجاههم ، فما كان من شبيحة دوما إلا أن أضربوا عن العمل طوال النهار عند سماعهم خبر مقتل زملائهم .
وتظاهر أهالي دوما بثبات ونبات.. وأنشدوا أجمل الأغنيات.. التي تنادي بإسقاط الطاغية قائد العصابات.. ، لكن الفرحة لم تكتمل ، لأن خبر اضراب الشبيحة وصل الى قادة العصابة الذين هبوا لاستدراك الأمر قبل استفحاله ، واستبدلوا العناصر مباشرة بعناصر أخرى ، وعادوا الى التشبيح من جديد.
لكن هذا الحادث المؤسف اليوم جعل الكثير من الشبيحة يطيش حجرهم فبعد أن كانوا يستهدفون الشعب الثائر انقلب السحر على الساحر ، وأصبحوا بقدرة قادر مستهدفين من قبل عصابات الأسد.
إن هذه البادرة المبشرة للثوار تنبئ بقرب العصيان التشبيحي ، فلم تكتفي عصابة الأسد بعدم سداد أجور الشبيحة في الشهرين الماضيين ، وإنما حولتهم إلى ضحايا تتاجر بدمائهم أمام الجامعة العربية والمجتمع الدولي.
وربما سنرى في الأيام القادمة أعداد من الشبيحة تتحول ببنادقها نحو اتجاهات أخرى بعد أن طاش حجرهم .
ودعوني في النهاية أقتبس تعليق أبو الجواهر : سواء كان النظام قد أراد تفجير المتظاهرين لثنيهم عن التظاهر ففجر الأمن والشبيحة خطأً، أو أراد تفجير الأمن والشبيحة ليظهر بمظهر المستهدف, فهو قد أفاد الثورة من حيث لا يدري!!!.
فالأمن والشبيحة الآن أيقنوا أنهم مستهدفون بالتفجيرات, وهذا لب الأمر، لأنه سيرعبهم بغض النظر عن تصورهم ((من الذي يقف وراء التفجيرات؟)).
وكل عام والشبيحة متفجّرون.
الدكتور حسان الحموي

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق