الثلاثاء، 17 يناير 2012

هل تكون البداية من الزبداني د. حسان الحموي




بعد تأكيد الخبر الذي نشر على قناة فرانس 24 صباح الاربعاء 18/1/2012م: بانتهاء المفاوضات الدائرة بين الجيش الحر في منطقة الزبداني ؛ و كتائب الاسد ، بالاتفاق على انسحاب كتائب الاسد من منطقة الزبداني ،  بشكل كامل .
بعد أن نفذ افراد الجيش الحر تهديدهم بنسف برج الاتصالات العائد لشركة (سيرياتل) و ( MTN) المملوكة لرامي مخلوف ، وتوعدهم باستكمال تهديداتهم ان أقدمت كتائب الأسد على استكمال مخططها ، باستهداف المدنيين في تلك المنطقة،


 وبالتالي تكون منطقة الزبداني أول منطقة تعلن أنها محررة من نظام الأسد، بحيث يمنع تجوال الجيش و الأمن و لا يسمح الان لأفراد الشرطة التواجد بجانب المخافر في البلدة ، ولمن لا يعرف منطقة الزبداني فهي منطقة سهلية تحيط بها منطقة جبلية تمتد على الشريط الحدودي للبنان ، ويتمركز بالقرب منها العديد من القطعات العسكرية الحساسة كالحرس الجمهوري والفرقة الرابعة ، وهي تحتوي على العديد من المراكز الحيوية لمدينة دمشق ، فهي الشريان الحيوي لمياه الشرب لعموم مدينة دمشق ، أيضا هي المعبر الرئيسي للبنان عبر نقطة الحدود الصبورة ، وهذه المنطقة لها امتداد مع مناطق مشتعلة أخرى كرنكوس وحوش عرب وعسال الورد وغيرها في جبال القلمون .
بالطبع إن تخلي النظام عن مسؤولياته التشبيحية في تلك المنطقة عائد الى عدة عوامل:
1- قوة ووفرة العتاد المتواجد بأيدي أفراد الجيش الحر ، وطبيعة المنطقة الوعرة إضافة إلى تعاطف المدنيين في تلك المنطقة معهم .
2- تزايد عدد الانشقاقات في صفوف كتائب الأسد التي يتم تعزيز الكتائب بها، فالعصابة الأسدية لم تعد تدري أهي ترسل تعزيزات لكتائب الأسد أم لأفراد الجيش السوري الحر ، لغياب الولاء للقائد الرمز.
3- حساسية المنطقة وعدم استعداد الطاغية التضحية بالممتلكات المخلوفية في تلك المنطقة .
4- التحضير لجلب قوات غريبة يكون ولاءها كامل للعصابة الأسدية ، والمتمثلة في عناصر حزب اللات اللبنانية ، والتي يتم تسليحها وتجهيزها للقيام بهذه المهمة .
5- تحييد المنطقة لبعض الوقت لحين ترتيب أوراق اللعب على الساحة الدمشقية ، نظرا للفاتورة المرتفعة لعملية من هذا النوع ، فهي قد خسرت في الأيام الماضية ما يقارب العشرة ما بين مدرعة ودبابة ، وتم تسريب كامل الفيديوهات إلى الاعلام الخارجي عبر وسائل التواصل الاجتماعي وبالتالي يصبح تأثير هذه المعركة كبيرا على الكتائب الأسدية من الناحية المعنوية .
6- أيضا خسرت الكتائب الأسدية سرية استطلاع بكامل عتادها ووسائل اتصالها، وبالتالي أصبح لدى افراد الجيش الحر كمية من المعلومات يستطيعون التصرف من خلالها مع الكتائب المتواجدة في تلك المنطقة .
-     العامل الأهم الذي أبرزته هذه المعركة هو التنسيق والرجولة والتعاون ما بين الأهالي و أفراد الجيش الحر ، فكتائب الأسد لم يعد لها الحاضن الشرعي والرئيسي على الأرض السورية ، فهي خسرت الشعب ، وأصبحت عناصر كتائب الأسد أينما حلت غير مرغوب بها و تعتبر بمثابة جيش العدو ، وليست جيش الوطن ، وهذا عامل مهم في النصر في أي معركة .
-      إن العامل الأهم الذي خسره الطاغية وأزلامه في هذه الثورة ، هو الأرض فالمنطقة الجغرافية على امتداد الوطن السوري لم تعد موالية، فكل الذين يوالونه إما خائفين مهلوعين من المستقبل من أبناء الأقليات ، أو أصحاب مصالح يخافون على مصالحهم ، ويريديون أن يهادنوا إلى آخر نقطة ممكن أن يصلوا إليها مع هذا الطاغية . أما الفئة الثالثة والتي تعتبر مغلوب على أمرها ، أو مغرر بها ، وهي التي لم تعي الحقيقة بعد نتيجة وضعها في ظروف بعيد عن الاتصالات والاعلام ، وبالتالي هذه الفئة تشكل الرافد الأكبر لأفراد الجيش الحر؛ عند أول تماس لها مع الواقع . وهذا ما جعل بشار وعصابته يتريثون في ارسال وحدات كتائبهم إلى منطقة الزبداني خوفا من إنشقاقهم وانضمامهم لوحدات الجيش السوري الحر .
على الرغم من محاولة بشار التعامي عن الحقيقة الماثلة على الأرض فإنه أصبح يدرك أن العمل الميداني اصبح صعبا جدا ، وأن التكلفة على الحكومة الأسدية، أصبحت عالية جدا ، و لكن هذه العصابة بالطبع هي عصابة انتحارية تريد أن تكمل مسيرها إلى نهاية النفق الذي وصل إليه القذافي ، والذي أخرجه منه الثوار، بعد طول مسير .
إن أفضل ما في هذه الثورة ، أن الانتصار هو بأيادي السوريين، وحدهم ، نحن من أخرجنا الفرنسيين من بلادنا ونلنا استقلالنا بأيدينا ، ونحن من سيحقق النصر على الاحتلال الأسدي ، وبأيدينا وعزيمتنا ، وقبل كل شيء بمعية الله ، ومن يكن مع الله فهو حسبه .
لقد قلتها من قبل  وأقولها الآن وغدا ، لننتزع شوكنا بأيدينا، نحن المسؤولون عن وصول الطاغية إلى سدة الحكم بسكوتنا على تجاوزاته ، ونحن أصحاب القرار في تصحيح المسار. فكل الحلول التي سوف تأتينا من الخارج سوف تكون مجتزأة ، وقاصرة ، ولن تلبي طموحاتنا في نيل الحرية والكرامة والديمقراطية .
الدكتور حسان الحموي   

ليست هناك تعليقات: