بالرغم من الألم والأسى
الذي يعتصرني ، وحزني الشديد على الدماء المسالة ، من قبل أعتى مجرم في القرن الواحد
والعشرون، وبالرغم من توقع الكثيرين من المحللين السياسيين والمتابعين وخاصة من
السوريين أمثالي الذين عاصروا جريمة العصر في حماة 1982 ، و معايشتهم جرائم الجزار
الأب ، فقد كانت جرائم أمس ما هي إلا فقرة من مسلسل الجرائم التي قام بها ذلك
المجرم .
لقد أفقدتني هذه الجريمي توازني
حتى أنني لم أستطع الخلود للنوم حتى هذه اللحظة ، وأذهلني تعامل الاعلام الخارجي مع
مشهد الدماء وهم يوردون خبر المجازر الحاصلة على استحياء ، فتارة لا يصدقون
الأخبار الآتية من الداخل السوري ، وتارة يشككون في مصداقية الخبر، ويحاولون
الحصول على تفاصيل تافهة ؛ لا تغني ولا تسمن من جوع ، و الموقف المبكي المضحك ذاك
التصرف الذي ابدته مذيعة قناة الجزيرة عندما سالت خال ابو صلاح ، هل مازال القصف
حتى هذه اللحظة ، وهي تسمع أصوات التفجيرات تعم الأرجاء ، فلا تتمالك نفسها وتقول
يبدوا أنهم ردوا على سؤالي وهذا هو جوابهم ، وتستمر في توجيه السؤال نفسه للثائر ،
وهو يصيح ويصرخ بعد أن فقد صوابه من هول الكارثة .
لكن ضمن كل هذه العتمة
الليلية ، ينبثق فجر قريب بإذن الله ، وتبدأ سلسلة طرد السفراء واستلام السفارات
من قبل المعارضة ، حيث كانت أول سفارة يستلمها السوريين هي سفارة سورية في ليبيا ،
ولنبدأ بتسجيل هذا التاريخ ( السبت في 4/2/2012م ) ، وطبعا كان سبقه خبر طرد
السفير السوري في تونس وان شاء الله تفرط مسبحة طرد السفراء السوريين الموالين
للطاغية ، ويبدأ الاعتراف الدولي بالشعب السوري الوليد .
طبعا مع انتظار لقرار من
مجلس الأمن والذي أتوقع أن تمتنع روسيا عن التصويت ، ليمر القرار بعد أن عجزت عن
الوقوف أمامه بالفيتو ، وتصريحات لافروف اليوم ، بأن إذا صوت مجلس الأمن مع القرار
بدون تعديله وفق الرؤية الروسية ، فسوف تكون فضيحة دولية ، أي أن المجتمع الدولي
سوف يذهب الى كارثة جديدة على النمط الليبي ، وهذا ما ترفضه روسيا حسب ادعاءها .
وليكون هذا اليوم الدامي ،
بداية لمرحلة جديدة من النضال الثوري ، والتي سوف توصلنا بنهاية المطاف الى نيل
الاستقلال عن الحكم الأسدي البغيض، واستلام مفاتيح قصر الشعب بإذن الله تعالى.
الدكتور حسان الحموي
.jpg)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق