طالعتنا الصحف بالأمس بأن واشنطن تتحضر لحدوث السناريو الأسوأ
بالنسبة لها وهو وقوع أسلحة الدمار الشامل بيد الإرهابيين ( حسب زعمها ) عند سقوط
نظام الظلم والاستبداد ، لأن الفوضى ستكون عنوان تلك المرحلة ( أيضاً حسب زعمها)
ولأن "الإرهابيين" باتوا يسيطرون على 70% من الأراضي السورية .
ولأجل ذلك تناقش واشنطن الآن هذا السناريو المحتمل مع
حلفاءها ،وتعتبره الأسوأ إذا حدث ،لأنه يتطلب منها نشر عشرات آلاف من القوات
البرية لتأمين مواقع تلك الأسلحة المفترضة بعد انهيار وشيك لنظام الأسد وتفكك
قواته مما يجعل هذه الأسلحة عرضة للنهب حسب زعمهم.
وحسب هذا الخبر فإن واشنطن قلقة جداً من انهيار مفاجئ
للأسد وقواته ، وهي لا ترغب بذلك ولا تدعمه ، فجل همها هو الحفاظ على أمن حليفها (
الكيان الصهيوني ) من خطر احتمال وقوع بعض الأسلحة البيولوجية والجرثومية بأيد لا
تعتبر صديقة لهذا الكيان.
ولكن ،هل تنسى واشنطن أو تتناسى بأن جل الشعب السوري ليس
صديقا لحليفها المزعوم ، أم هل تنسى أو تتناسى بأن هذه الأسلحة بات جزء كبير منها
بأيدي حزب الشيطان!!!! .
ألا يكفي شلال الدم السوري المنهمر صباح مساء كي تقلق
واشنطن على مصالحها المفترضة؟!!!!!
ألا يستفزها رؤية الطائرات الحربية النفاثة وهي تدك
المدن والقرى السورية؟!!!!
ألا يستفزها رؤية جزء من سوريا الأبية يتفكك ويصبح خارج
الإرادة السورية؟!!!!
ألا يقلقها ما يحدث للنازحين والمهجرين والمبعدين ،من
آهات وعذابات وآلام وأوجاع؟!!!
ألم يستفزها رؤية مناظر القتل والتدمير والأشلاء والجرحى
الذين لا يجدون من يضمد جراحهم ولا يداوي مآسيهم ؟!!!
ألا تعتبر واشنطن رؤية آلاف الأطفال السوريين القتلى
والجرحى والمكلومين واليتامى والمقطعة أوصالهم والذين باتوا محرومين من أبسط
حقوقهم في الحياة والتعليم والعيش الكريم ؟!!!
ألا يتقاطع ذلك مع مصالحهم؟!!!!
أم أن إبادة الشعب السوري هو الذي يتقاطع مع مصالح الولايات
المتحدة الأمريكية وحلفائها ومن لف لفيفهم ومن ساعدهم ومن جاراهم ومن أذعن
لسياساتهم من عرب ومسلمين محسوبين على العروبة والإسلام ، مجرد عدد لا يغني ولا
يسمن من جوع رقابهم مسنونة وجباههم خاضعة؟!!!
أسئلة كثيرة يجب أن يكتشف الشعب السوري من خلال الإجابة
عليها بأنه وحيد وحيد في معركته ضد الطغيان للحصول على حريته وكرامته ، فعليه أن
يعتمد على طاقاته المبدعة وأن لا ينظر وراءه ، ينتظر دعما أو تعاطفا أو حتى كسرة
خبز.
عاشت سوريا حرة أبية
السوري الثائر

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق