الاثنين، 23 يوليو 2012

استدعاء الحرس القديم والنهاية المحتومة لبشار الجديد د. حسان الحموي




تسعى قنوات العهر الاعلامي في محاولة لبث الروح في نظام بشار الأسد من خلال إشاعة أخبار تفيد بعودة مجموعة من الحرس القديم والتي كانت السند الأساسي للأسد الأب في عصر البطش البائد.
فبعد فقدان وكالة " سانا" لتوازنها ، وتخلي ما يسمى بـ"قائد الجيش الإلكتروني " عن مهماته، و أقفال صحيفة " الوطن " السورية صفحاتها على الشبكة العنكبوتية.
تنشر السفير نيوز بأن مراسل قناة العالم الاخبارية في سوريا نقل عن مصادر أمنية في دمشق أن العميد مناف طلاس الذي ادعت بعض وسائل الاعلام الغربية و الاقليمية في وقت سابق بانه انشق عن النظام السوري، بأنه عاد من العاصمة الفرنسية باريس الى سوريا برفقة والده العماد مصطفى طلاس .
ولكن سرعان ما أتى النفي على لسان أخته ناهد عجه " بأن شقيقها مناف طلاس ووالدها مصطفى لا يزالان في باريس".
أيضا ما ذكرته " المنار" زورا عن ظهور ماهر الأسد في تشييع آصف شوكت والتي سرعان ما كذبتها صور تشييع الجثامين .
لقد اصبحنا ندرك أن الغاية من هذه الأخبار هي زرع الروح في بقايا مناصري بشار في الداخل ؛ لان النصر أصبح على بعد خطوات من الشعب السوري، فالنظام السوري الان متهالك خاصة بعد فقدانه اهم قياداته العسكرية والاستخباراتيه، و لم يعد لديه سيولة نقدية لتمويل شبيحته واستكمال جرائمه الوحشيه، أيضا اعتراف الدبلوماسيين الغربيين و حتى الروس بفقدان الأسد لشعبيته عند الجماهير المحايدة، وطبعا لا ننسى الانشقاقات العسكرية التي أضحت بالجملة، إضافة إلى فقدان العصابة الأسدية اهم معاقلها على الخريطة السورية.
أدرك العرب بالأمس أن حقيقة بقاء الأسد للأبد هي وهم اثبتته المعارك سواء في حلب أو في دمشق ، وغدى بشار كمن ينتظر رصاصة الرحمة التي ستطيح به وبنظامة المتهاوي ، في اللحظة التي سترفع روسيا يدها عنه، ليعدوه في مخرج آمن إن هو تخلى طواعية وبسرعة عن كرسي الحكم .
أيضا العالم بات يدرك أن دور بشار قد انتهى وأصبح لزاما تغييبه عن الخارطة السياسية السورية قبل انهيار ما تبقى من اركان الدولة السورية خوفا من الفوضى .
وهم اليوم يعملون بجد على انهاء مرحلة الأسد بأي وسيلة كانت قبل فوات الأوان.
لقد أجبرت ضربات الجيش الحر المرعبة بشار الى الاستعانة بأكبر رؤساء المخابرات الدولية وأعتاهم اجراما و قوة و جبروتا ، خاصة بعد مقتل عصابته المسماة ( بخلية الأزمة) في شهر أبريل بالسم القاتل على يد كتائب الصحابة، حيث قام بشار باستئجار أشهر مجرمي العالم ، ممن تشهد لهم صفحاتهم الاجرامية ، هؤلاء العتاة الذين لم يتوقعوا أن تكون نهايتهم على يد أبطال الجيش الحر.
 وقد كانت العملية الكبرى التي هزت أركان الطاغية و صعقته و أجهزت على ما تبقى من معنويات مقربيه، و خاصة الحلقة الضيقة من عصابته المجرمة؛ كما هزت هذه العملية جميع الدول التي شاركت هذا الطاغية اجرامه، فقد قتل أكثر من ثلاثين ضابطا و مرافقا في عملية لم تكلف الجيش الحر الكثير من العناء؛ و هذا دليل على هشاشة هذه العصابة و غباء من يقف خلفها.
لقد منّ الله على السوريين بنصر جميل ولم يبقى سوى هروب باقي أفراد العصابة الأسدية من دمشق لتتطهر من جرائمهم.
 فصبر الساعة ؛ سيتكلل بالنصر قريبا و سوف تتحرر سوريا من براثن هذه العصابة و من يقف خلفها .
ربما الحذاء الأسد كان قد حسم أمره بتبني الخيار الجزائري (الشمشوني)، اي القتال بشراسة ضد الثورة المسلحة التي تريد اسقاطه، وهو الخيار الذي ادى الى سقوط اكثر من مئتي الف جزائري، في حرب اهلية استمرت ثماني سنوات انتهت بانتصار النظام آنذاك ، ظنا منه أن التاريخ الجزائري سوف يعيد نفسه في سورية ، ولم يدرك أن الظروف التي اندلعت فيها الحرب الجزائرية مختلفة كليا عن نظيرتها السورية، وابرز اوجه خلافها ان النظام الجزائري كان مدعوما من الغرب ، بطريقة او بأخرى،  خاصة أنه كان يصور لهم أنه كان يواجه الارهاب المتمثل بالمعارضة الاسلامية المتشددة، بينما ما يحدث في سورية فهو على النقيض تماما، فالغرب كله يعادي الأسد ولو بالكلام، ودول الخليج وتركيا، باتت مصممة على اسقاطه، وتدعم معسكر المعارضة بشكل علني، ماديا واعلاميا. وربما عسكريا في المراحل المقبلة من الثورة المباركة.
جيش النظام اليوم بات يعاني من الضعف والانهاك و يبدو متهالكاً وقد ماتت لديه الروح المعنوية ، و جنوده يهربون من أي مواجهة سواء في النقاط الحدودية ، أو من خلال تركهم لأسلحتهم والفرار، وهذا دليل على أن المعركة الحاسمة اقتربت وهي مرجحة لأن تكون في أي لحظة.
حتى الضباط الكبار بدؤوا يصرحون علانية عن عبثية الحرب وعدم جدواها، وينادون بأي تسوية مهما غلى ثمنها بالنسبة إليهم، وهذه واحدة من أهم علائم النصر ...
واليوم اصبح لزاما على الداعمين لحرية الشعب السوري أن يباشروا بتوفير المزيد من السلاح لأهل الشام، لأنها باتت ضرورة؛  لإنهاء المعاناة وإزاحة الظلم و الطغيان عن صدر هذا الشعب المظلوم .
الدكتور حسان الحموي

ليست هناك تعليقات: