توالت الأيام العصيبة على الشعب السوري منذ بداية انطلاق الثورة المجيدة التي بدأت في سوق الحريقة في دمشق واشتعلت شرارتها في درعا وتوهجت في حمص.
تلك الآلام والمآسي تقاسمتها جميع المناطق السورية بدون استثناء، كيف لا و أهل إدلب نزحوا إلى حلب وأهل حمص نزحوا إلى دمشق ، فأصبح السوريون جميعهم في الهم سواء يتقاسمون المعاناة مع إخوانهم في الوطن ، لقد طال التدمير الهمجي الوحشي مناطق اشتعال الثورة ولكنه لن يوفر المناطق الأخرى ،ومن يظن أن هذه العصابة الهمجية سوف توفر حلب أو دمشق فهو خارج عن الواقع ، فالجميع يعلم بأن هذه العصابة مستعدة أن تدمر الوطن بأسره في سبيل البقاء في السلطة.
إنه صراع البقاء إذن، هذا ما يمكن أن يفسر هذه الوحشية المفرطة في التعامل مع الثورة السورية وقمعها بأشد السبل والوسائل اللاإنسانية .
إن تكاتف المجتمع السوري الثوري وتعاضده مع بعضه البعض هو الرد الحاسم على هذه الهمجية الغير مسبوقة.
فمن غير المقبول أبداً أن نسمع أصواتاً من هنا وهناك أقل ما يمكن أن نصفها بأنها أصوات شبيحة " ثوريون " تتصاعد في الوهم لبث الفرقة وتشتيت الصفوف وتقطيع أوصال الجسد الثوري الواحد.
فهل تدمير حمص أو الرستن أو تلبيسة أو دوما يعطي مبررا لبعض الشبيحة " الثوريين " بأن يطالبوا بتدمير باقي المدن السورية حتى تتطبق العدالة المناطقية !!!!!
إن ظهور المناطقية في سوريا هو بمثابة مرض الطاعون الخطير في جسد الثورة، فلا يمكن أن نسمح أبدا لهذا المرض بالتغلغل بيننا.
سوريا لكل السوريين بجميع أجزائها وبكل حبة تراب فيها فمن غير المقبول أن يقول الشامي الشام لي ، فالشام لنا ( لجميع السوريين ).
سوريا هي سوريا الحضارة ،أي 8000 عام من العطاء المتواصل الذي لا يمكن اختصاره بقرية أو مدينة أو محافظة.
نعم .....سوريا الحضارة لا يمكن اختصارها بعرق أو دين أو قومية.
سوريا هي لكل السوريين ولا يمكن تجزئتها ، لا فرق بين سوري على سوري آخر إلا بقدر احترامه واجباته الوطنية تجاه شعبه وأرضه.
نحترم ونجل ونقدر تضحيات السوريين تجاه إخوانهم السوريين ، هذا العمل الوطني الجمعي يقوم به البعض كي ينل الكل: الحرية والكرامة ويحظوا بالمساواة والعدالة ويمارسوا المواطنة بكافة حقوقها ويؤدوا ما عليهم من واجباتها.
أدعو جميع القوى الثورية الوطنية بالتكتل للوقوف في وجه الشبيحة " الثوريين " ، هذه الظاهرة التي تفرق ولا تجمع ، تخرب ولا تبني ، هؤلاء الذين يبثون سمومهم المناطقية لبث الفتنة ، فتنة التفرقة بين السوريين فهم في السوء سواء مع شبيحة النظام الذين يبثون نفس السموم القاتلة لوحدة النسيج الوطني السوري.
فلنقف جميعا ضد المناطقية الثورية كي نتحد جميعا في وحدة بناء سوريا الغد ، سنعيد بناء حمص ودرعا والرستن وادلب ودوما........، لا نفرق بين أحد من بلداتنا السورية الحبيبة ، التي تشكل بكليتها سوريا العزة ، سوريا الكرامة ، سوريا الثورة.
عاشت سوريا حرة أبية

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق