الثلاثاء، 31 يوليو 2012

مجلس خمناء الثورة



تكالبت الفرقاء على قصعة الثورة علها تلعق أصابعها من بقايا دماء وأشلاء الشعب السوري البطل الذي يقدم يوميا ومنذ ثمانية عشر شهراً شلالا من الدماء الزكية الطاهرة لتروي أرض الوطن الظمئ للحرية والكرامة.
ألأجل ذلك ثرنا وانتفضنا !!!!! أم أن شعبنا العظيم يستحق أن يجد مقابلاً لما يضحي به على مذبح الحرية!!!! 
إن أكثر ما يؤلم الثوار على الأرض هو شرذمة أشخاص يعتبرون أنفسهم وطنيون، وللأسف يعتبرون انفسهم ممثلين للثورة ويطلقون على أنفسهم مسمى معارضة زوراً وبهتاناً ، ليس لأنهم ليسوا وطنيين بل لأنهم ليسوا بمعارضة سياسية مؤدلجة تمثل طيفا من أطياف الشعب السوري .
نعم هناك شخصيات وطنية مستقلة عانت ما عانت من نظام القمع الاستبدادي على مدى خمسين عاماً كما عانى أغلب الشعب السوري.
نعم ، تستحق هذه الشخصيات المستقلة الاحترام والتقدير لما عانته طوال هذه الفترة السابقة من اعتقال وتعذيب وتنكيل وتهجير.
ولكن أن تركب هذه الشخصيات على ظهر الثورة وتدعي الفضل لنفسها، فهذا بات مرفوضاً ،لأن هذه الثورة لا قيادة ولا رأس ولا ممثل سياسي لها على الأرض.
سواء أكان ذلك سيئا أم جيدا فهو حقيقية على أرض الواقع يجب أن نتعامل معها.
للأسف ، لم يستطع المجلس الوطني السوري أن يستثمر الفرصة التي أعطيت له من ثوار الداخل كجهة سياسية ممثلة للحراك الثوري على الأرض لأخطاء ذاتية أو لمؤامرة دولية لإفشاله.
ورغم جميع أخطاء المجلس الوطني السوري ومشاكله وفشله الكبير في مساعدة الثورة على الأرض ، رغم كل ذلك لازال الكثير من الثوار يعتبرون أنه الحاضنة السياسية للثورة السورية ، ليس تعظيما للأشخاص الذين يقودونه ولا اعترافا بفضلهم ، وإنما للمحافظة على سلامة الهيكل السياسي المعترف به من قبل الثورة منذ فجر انطلاقتها.
أغلبنا ليس مع هذا الطرف أو ذاك، ولا يهمنا الأجندات التي تحاك في الأبواب المغلقة ، هدفنا الأول والأخير هو:
إسقاط عصابات الأسد بكافة رموزها وأركانها وبناء سوريا دولة مدنية ديمقراطية تعددية لكافة أبنائها على أسس المواطنة والعدالة والمساواة.
ولتحقيق هذا الهدف علينا جميعا أن نتوحد نحن السوريين بعيداً عن الإعلام وأن نقود المرحلة القادمة ، لأنها ستكون التحدي الأكبر لنجاح الثورة السورية وتحقيق أهدافها.

عاشت سوريا حرة أبية

السوري الثائر

الأربعاء، 25 يوليو 2012

من وراء تلميع صورة الرئيس الجديد مناف طلاس؟ د. حسان الحموي




في مسرحية جديدة تطل علينا في صفحات التواصل الاجتماعي صورة للعميد مناف طلاس لكنها اليوم بقناع الرجل الصالح؛ وهو يؤدي مناسك العمرة . وذلك للتغطية على صورة ظهرت في بداية الحديث عن انشقاق طلاس ظهر فيها لوسائل الاعلام وهو يدخن السيجار الكوبي ويبدوا فيها بصورة مشاهير السينما الهوليودية.
ربما بعد أن احترقت ورقة تزكيته من قبل بعض عناصر المعارضة الذين ما فتئوا يبررون موقفهم بأن العميد يديه غير ملطختين بدماء السوريين ، وأن مجرد خروجه من سورية يخوله لأن يكون المرشح رقم (1) على قائمة الانتظار لسد فراغ كرسي الرئاسة السوري. وتخوله مسك مفاصل الحكم في سورية وطبعا هذا الأمر اليوم يحتاج إلى تسويق اعلامي لجذب بعض المؤيدين و موافقه جانب من الشعب السوري.
وباعتبار أن المجتمع السوري يجنح للنزعة الدينية المحافظة في جانب منه؛ فلا بد من اضفاء المسحة الدينية على كل مرشح لاستلاب المنصب الرفيع، وهذا عرفٌ في التزكية متوارث حتى عند العائلة الأسدية؛ سواء لتنصيبهم كرؤساء أو لترحيلهم إلى أنكر ونكير بعد موتهم.
 فكلنا يتذكر مشهد باسل الأسد بعد وفاته في حادث السير المدبر كيف ظهرت صوره و هو يؤدي مناسك الحج تارة  و يصلي تارة أخرى، وكأن الله يحتاج إلى سجلات أجهزة الدعاية المخابراتية أو إلى تزكية مشايخ السلطان كي يحكم على الانسان بصلاحه أو بحسن خاتمته .
 عجبآ أيظنون ان الله لايعلم مابنفوس عباده، وأن الهداية لا تنزل على العبد إلا عندما يتم ترشيحه لكي يستلم كرسي الرئاسة.
طبعا البعض لا يهتم بهذه الامور سواء ظهر وهو يؤدي مناسك العمرة أو حتى إن أصبح نبيا مرسلا لسورية، وهؤلاء من الذين عانوا من ظلم عائلة طلاس الأب، أو من الذين عانوا من الهجمة البربرية من قبل الكتيبة التي يقودها طلاس الابن عليهم، لأن اجرام هذه العائلة لا يغتفر قبل رد المظالم لأهل سورية سواء للأنفس أو للأموال.
البعض الآخر استطاع تمييز الصورة ، و أن الصورة تم استنساخها على الفوتوشوب من الصورة الاصلية لعمرة قام بها مؤخرا الرئيس المصري محمد مرسي.
 ويبرر البعض قبوله لهذا الخيار بأن مرحلة طلاس انتقالية فقط لاغير، وأن مرحلة الحكومة الانتقالية مهمتها تسيير الاعمال لحين انجاز الإنتخابات ، وتسليم السلطة لمجلس شعب ورئيس منتخب ، حينها سوف يقوم الرئيس المنتخب بتشكيل حكومة ممثلة للشعب السوري بجميع اطيافه ، وبالتالي فلا داعي للخوف من اي شخصية مهما كانت ابعادها وخلفياتها من أن تستلم زمام المبادرة اليوم في ظل غياب الرجل الرمز الذي تلتف حوله المعارضة ويتولى الحكومة الانتقالية.
لكن غياب السيجار الكوبي واضفاء المسحة الدينية وابتداء كلمة الخطاب للشعب السوري بالبسملة من مثل هؤلاء الأشخاص، وفي هذه الأوقات تثير حفيظة الثوار.
بالطبع الثوار يرحبون بكل سياسي أو عسكري ينشق عن نظام الأسد، وقلوب المعارضة تتسع للجميع فالبلد تسعهم وتحتاج إليهم، والمرحلة القادمة تحتاج الى كل السوريين لتعمير ما هدمه الطاغية خلال الأشهر الماضية من عمر الثورة.
فالثورة السورية اثبتت أنها أعظم ثورة ، و ستسقط ليس فقط نظام الأسد؛ بل ربما ستصبح إيقونة للاطاحة بأنظمة الاستبداد في جميع أنحاء العالم.
لذلك يجب على الجميع أن يعتز بإنتمائه للثورة و أن يحترم دماء الشهداء، لأن الثورة في سوريا كما رحلة ظهور الإسلام في بداياته وحربه ضد الكفر ، والكل يعرف خالد بن الوليد قبل الاسلام وبعده، وكيف أن الرسول صلى الله عليه وسلم سماه سيف الله المسلول رغم أنه أثخن في قتل المسلمين في غزوة أحد، فهل يدرك الثوار ذلك، ويستوعبوا أن الالتحاق بالثورة يجبُّ ماقبلها.
المهم اليوم أن ندرك حقيقة انشقاق طلاس ، ونتساءل عن الدافع وراء تأخر اعلان الانشقاق واللعبة الخفية التي تحاك من وراء الكواليس و نعي ابعادها ، وأن نرحب بكل منشق لكن نتحفظ على دوره القيادي في هذه المرحلة ، وأن لا ننجر وراء الدعاية المخابراتية ، و نخضع لشروط الاذعان التي تفرضها دول القرار السياسي.
فالشعب السوري ليس بالسذاجه .. والبساطه حتى تمر عليه مثل هذه الألاعيب المبطنه .
 فالكل يشتم اليوم .. رائحه الطبخه الغربية التي تجهّز ضد الشعب السوري العظيم وثورته المباركه ... للقضاء على مقومات هذه الثوره قبل تحقيق أهدافها .
فالثوار مازالوا يتساءلون عن سبب تأخر ظهور مناف طلاس؟ ..
وهل انشق ..أم انه مجرد خلاف مع بشار ؟ وهل سينضم للثورة فعلا ؟ ..  و هل بيانه شفى غليل المتسائلين ؟..
من خلال استعراض العديد من المآخذ التي يتداولها الثوار في الداخل نجد مايلي:
أولا" : بدأ حديثه بنفي كونه مسؤولا" .. وهذا يدعو للتساؤل عن سبب إفتراضه ذلك أصلا" .. و لم يذكر النظام وزعيم عصابة القتل بشار بسوء واكتفى بالإشارة لمن يقوم بالقتل من الجيش ..
ثانيا" : لم يعلن إنضمامه للثورة وللجيش الحر أيا" كانت قيادته وهو مايدل على أنه يرى نفسه أكبر من الجميع ..
ثالثا" : مسارعة العميد مصطفى الشيخ وهو الذي عليه أكثر من علامة إستفهام للترحيب به ..
رابعا": تلميعه المفضوح من قبل أكبر مسؤول فرنسي وذكر خبر خروجه المستغرب والمشكوك بكيفيته في مؤتمر أصدقاء سوريا ..ثم بعد ذلك إحاطة أخباره بالغموض والتكتم لإضفاء مزيد من الأهمية علىه ..
خامسا": تولت قناة العربية متابعة التلميع مع بعض المعارضين أصحاب الإقامة الدائمة بفرنسا مثل ميشيل كيلو .."
فهل مناف طلاس و{ أمثاله } يشعرون بما يعانيه الشعب السوري العظيم منذ عقود ويستطيعون تحقيق مطالبه ؟.
لذلك نقول :
مناف طلاس مرحب به في صفوف الثورة ولكن ليس في قيادتها .
الدكتور حسان الحموي

الاثنين، 23 يوليو 2012

استدعاء الحرس القديم والنهاية المحتومة لبشار الجديد د. حسان الحموي




تسعى قنوات العهر الاعلامي في محاولة لبث الروح في نظام بشار الأسد من خلال إشاعة أخبار تفيد بعودة مجموعة من الحرس القديم والتي كانت السند الأساسي للأسد الأب في عصر البطش البائد.
فبعد فقدان وكالة " سانا" لتوازنها ، وتخلي ما يسمى بـ"قائد الجيش الإلكتروني " عن مهماته، و أقفال صحيفة " الوطن " السورية صفحاتها على الشبكة العنكبوتية.
تنشر السفير نيوز بأن مراسل قناة العالم الاخبارية في سوريا نقل عن مصادر أمنية في دمشق أن العميد مناف طلاس الذي ادعت بعض وسائل الاعلام الغربية و الاقليمية في وقت سابق بانه انشق عن النظام السوري، بأنه عاد من العاصمة الفرنسية باريس الى سوريا برفقة والده العماد مصطفى طلاس .
ولكن سرعان ما أتى النفي على لسان أخته ناهد عجه " بأن شقيقها مناف طلاس ووالدها مصطفى لا يزالان في باريس".
أيضا ما ذكرته " المنار" زورا عن ظهور ماهر الأسد في تشييع آصف شوكت والتي سرعان ما كذبتها صور تشييع الجثامين .
لقد اصبحنا ندرك أن الغاية من هذه الأخبار هي زرع الروح في بقايا مناصري بشار في الداخل ؛ لان النصر أصبح على بعد خطوات من الشعب السوري، فالنظام السوري الان متهالك خاصة بعد فقدانه اهم قياداته العسكرية والاستخباراتيه، و لم يعد لديه سيولة نقدية لتمويل شبيحته واستكمال جرائمه الوحشيه، أيضا اعتراف الدبلوماسيين الغربيين و حتى الروس بفقدان الأسد لشعبيته عند الجماهير المحايدة، وطبعا لا ننسى الانشقاقات العسكرية التي أضحت بالجملة، إضافة إلى فقدان العصابة الأسدية اهم معاقلها على الخريطة السورية.
أدرك العرب بالأمس أن حقيقة بقاء الأسد للأبد هي وهم اثبتته المعارك سواء في حلب أو في دمشق ، وغدى بشار كمن ينتظر رصاصة الرحمة التي ستطيح به وبنظامة المتهاوي ، في اللحظة التي سترفع روسيا يدها عنه، ليعدوه في مخرج آمن إن هو تخلى طواعية وبسرعة عن كرسي الحكم .
أيضا العالم بات يدرك أن دور بشار قد انتهى وأصبح لزاما تغييبه عن الخارطة السياسية السورية قبل انهيار ما تبقى من اركان الدولة السورية خوفا من الفوضى .
وهم اليوم يعملون بجد على انهاء مرحلة الأسد بأي وسيلة كانت قبل فوات الأوان.
لقد أجبرت ضربات الجيش الحر المرعبة بشار الى الاستعانة بأكبر رؤساء المخابرات الدولية وأعتاهم اجراما و قوة و جبروتا ، خاصة بعد مقتل عصابته المسماة ( بخلية الأزمة) في شهر أبريل بالسم القاتل على يد كتائب الصحابة، حيث قام بشار باستئجار أشهر مجرمي العالم ، ممن تشهد لهم صفحاتهم الاجرامية ، هؤلاء العتاة الذين لم يتوقعوا أن تكون نهايتهم على يد أبطال الجيش الحر.
 وقد كانت العملية الكبرى التي هزت أركان الطاغية و صعقته و أجهزت على ما تبقى من معنويات مقربيه، و خاصة الحلقة الضيقة من عصابته المجرمة؛ كما هزت هذه العملية جميع الدول التي شاركت هذا الطاغية اجرامه، فقد قتل أكثر من ثلاثين ضابطا و مرافقا في عملية لم تكلف الجيش الحر الكثير من العناء؛ و هذا دليل على هشاشة هذه العصابة و غباء من يقف خلفها.
لقد منّ الله على السوريين بنصر جميل ولم يبقى سوى هروب باقي أفراد العصابة الأسدية من دمشق لتتطهر من جرائمهم.
 فصبر الساعة ؛ سيتكلل بالنصر قريبا و سوف تتحرر سوريا من براثن هذه العصابة و من يقف خلفها .
ربما الحذاء الأسد كان قد حسم أمره بتبني الخيار الجزائري (الشمشوني)، اي القتال بشراسة ضد الثورة المسلحة التي تريد اسقاطه، وهو الخيار الذي ادى الى سقوط اكثر من مئتي الف جزائري، في حرب اهلية استمرت ثماني سنوات انتهت بانتصار النظام آنذاك ، ظنا منه أن التاريخ الجزائري سوف يعيد نفسه في سورية ، ولم يدرك أن الظروف التي اندلعت فيها الحرب الجزائرية مختلفة كليا عن نظيرتها السورية، وابرز اوجه خلافها ان النظام الجزائري كان مدعوما من الغرب ، بطريقة او بأخرى،  خاصة أنه كان يصور لهم أنه كان يواجه الارهاب المتمثل بالمعارضة الاسلامية المتشددة، بينما ما يحدث في سورية فهو على النقيض تماما، فالغرب كله يعادي الأسد ولو بالكلام، ودول الخليج وتركيا، باتت مصممة على اسقاطه، وتدعم معسكر المعارضة بشكل علني، ماديا واعلاميا. وربما عسكريا في المراحل المقبلة من الثورة المباركة.
جيش النظام اليوم بات يعاني من الضعف والانهاك و يبدو متهالكاً وقد ماتت لديه الروح المعنوية ، و جنوده يهربون من أي مواجهة سواء في النقاط الحدودية ، أو من خلال تركهم لأسلحتهم والفرار، وهذا دليل على أن المعركة الحاسمة اقتربت وهي مرجحة لأن تكون في أي لحظة.
حتى الضباط الكبار بدؤوا يصرحون علانية عن عبثية الحرب وعدم جدواها، وينادون بأي تسوية مهما غلى ثمنها بالنسبة إليهم، وهذه واحدة من أهم علائم النصر ...
واليوم اصبح لزاما على الداعمين لحرية الشعب السوري أن يباشروا بتوفير المزيد من السلاح لأهل الشام، لأنها باتت ضرورة؛  لإنهاء المعاناة وإزاحة الظلم و الطغيان عن صدر هذا الشعب المظلوم .
الدكتور حسان الحموي

الأحد، 22 يوليو 2012

خفايا تفجير مكتب الأمن القومي منقول



كشف العقل المدبر لعملية التفجير التي استهدفت مقر الأمن الوطني السوري في قلب العاصمة دمشق، وأودت بحياة وزيري الدفاع والداخلية، ونائب رئيس الأركان آصف شوكت، إضافة لرئيس خلية إدارة الأزمة اللواء حسن تركماني، عن بعض تفاصيل التجهيز للضربة التي أفقدت نظام بشار عقله وكبار معاونيه.
وأشار مسؤول العمليات العسكرية للجيش السوري الحرّ، في دمشق وريفها، إلى أنه تم التخطيط للعملية قبل أسبوع تقريباً، بانتظار ساعة الصفر، التي تحددت عند ورود معلومات باجتماع عاجل لما يعرف بـ»خلية إدارة الأزمة»، التي تضم قيادات رفيعة في النظام، صباح الأربعاء، ليتم على الفور اتخاذ قرار التنفيذ الفوري بمعاونة عناصر مزروعة للمقاومة، داخل الدائرة الضيقة في مقر جهاز الأمن الوطني.
يوم الأربعاء الماضي، حاولت عبر قنوات ما، الاتصال، بالمسؤول الأول عن العملية، لكن لم تفلح، نظراً للاحتياطات الأمنية الكبيرة سواء على مستوى النظام الذي جن جنونه، أو على مستوى الجيش الحر الذي يتحسب لأي رد فعل انتقامي، تركت له رسالة خاصة بأنني أريد التفاصيل الكاملة للعملية، علمت بعدها بساعات إن هناك فضائية شهيرة دخلت على الخط، وحاولت أن تشتري حقوق بث التفاصيل بصوت الرجل، وتدفع ما يريدون .. ما يعني تفويت الفرصة في نشر معلومات الرجل الذي يعتبر الأهم على مستوى عمليات دمشق وريفها.
صديق كبير في القيادة العسكرية المشتركة، وهو العميد الركن زياد إسماعيل، طمأنني، بأنه سيؤمن الأمر، وهذا ما حدث فعلاً في ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية، اتصل بي الرائد (جواد........) وكان هذا الحوار:

معلومات وتخطيط
* أولا وفي البداية.. متى رتبتم للعملية؟ وكيف؟
ـ رتبنا للعملية قبل أقل من أسبوع، وكانت خطتنا تعتمد على مباغتة النظام بهذه الضربة الموجعة، وكان على عناصرنا عدم الظهور في الصورة تماماً، والاعتماد على عناصر أخرى، مدنية ربما، لضمان النجاح التام.
واعتمدت معلوماتنا الأولية، على تحديد الأشخاص المستهدفين، وكنا حريصين للغاية، على إيقاع أكبر خسارة بهم وحدهم.
جاءتنا معلومات وثيقة بأن قادة كبارا للغاية عسكريين وأمنيين، فيما يعرف بخلية إدارة الأزمة، سيجتمعون، ورتبنا أنفسنا على هذا الأساس. بالطبع كان الصيد مغرياً.. تخيل أن لديك خمس أو ست رؤوس كبيرة، ستجتمع في مكان واحد، منهم وزيرا الدفاع والداخلية، إضافة إلى المجرم الأكبر آصف شوكت، واللواء حسن تركماني وهشام باختيار وغيرهم.. ألا يعتبر هذا مغرياً للقيام بأي عملية لهز النظام؟. وكنا ننتظر فقط ساعة الصفر.
* أتفق معك، ولكن عفواً.. معلومات من أين؟ هل لكم جهاز استخباراتي تابع لكم؟ أم لكم عيونكم وأنصاركم من داخل النظام؟
ـ الاثنان معاً.. إضافة إلى جهات أخرى لا أستطيع الإفصاح عنها في المرحلة الحالية.

مشاركة مدنيين
* سيادة الرائد.. وكيف استطعتم التنفيذ؟ من ساعدكم؟
ـ بشكل أكثر تفصيلاً، أقول إننا استطعنا تجنيد اثنين من المدنيين العاملين في نفس المبنى، وهم شباب «قبضايات» كما نقول نحن بالشام، وكانوا يريدون عملاً معيناً ولم يكن هناك من يستثمر القدرات الموجودة، وفي نفس الوقت كان هناك خوف.. بمعنى أدق، كانوا يريدون الانشقاق وخدمة الثورة، ولا يعرفون مع من «بدّهم يتواصلوا».. وعندما بنينا جدار الثقة معهما ـ كما تقولون في مصر «طوبة طوبة» ـ تم ترتيب الأمر على ماذا يستطيعان تنفيذه لخدمة الثورة السورية.
* عفواً.. معلوماتي تقول إنك أنت شخصياً القائد المخطط لهذه العملية.
ـ ليس صحيحاً تماماً، إنما للأمانة والثقة، شاركني فيها ضابط آخر برتبة عقيد في سلاح القوات الجوية السورية، ولا أحب أن أنسب الفضل فيما حدث لنفسي وحدي.

إعداد وترتيب
* ..ثم ماذا؟
ـ وصلتنا المعلومات المسربة عن أن اجتماعات خلية إدارة الأزمة ستنتقل عندنا ـ يقصد مبنى الأمن القومي ـ وهي معلومة جديدة لأن اجتماعات هؤلاء المجرمين طبعاً، لم تكن تتم في هذه البناية ولكن كانت تتم في أماكن أخرى، مثل مبنى القيادة القومية نفسه الذي هو بالقرب من ساحة الأمويين بدمشق، وأحياناً كانت تتم الاجتماعات داخل إحدى إدارت الأمن، كشعبة الأمن العسكري أو إدارة المخابرات المركزية، وعندما تسرب إلينا الخبر، على الفور تم الترتيب للعملية.

حسابات معينة
* .. كيف؟
ـ اجتمعنا بالشخصين، وتم مناقشة العملية بوجود فريق عمل من الشباب الرائع، بحيث تم استعراض المبنى بالكامل، ومن ثم الطابق الذي سيحصل فيه الاجتماع، بل تم عمل رسم كروكي للقاعة ذاتها، وتصور أماكن جلوس هذه العصابة، وكذلك حساب القدرة التدميرية التي نريدها.
كان تخوفنا الأساسي، هو من إمكانية وقوع إصابات بين المدنيين الأبرياء، وكنا حريصين جداً على أن تكون العملية نوعية في مجرياتها ومستهدفاتها بالضبط، دون أن يكون هناك أي مجال للخطأ.
كان بإمكاننا تفجير البناية بأكملها، ولكن الهدف العام هم هؤلاء فقط وليس أي شخص آخر، وأعتقد أننا نجحنا، لدرجة أنك لو تلاحظ عبر الفيديو الذي أرسلناه لك ورأيته على الإنترنت، أن التفجير كان في القاعة ذاتها، والدخان من جهتها هي فقط، عملنا حسابا للمنازل المجاورة، وكنا لا نريد أن يتأذى مواطن عادي في الشارع أو في بيته المجاور.
كان حرصنا على أن تستهدف هذه العبوات قاعة الاجتماعات تلك بحجمها الحقيقي، بدون زيادة أو نقصان، لأنه في نفس البناية، هناك موظفون مدنيون، وحرس، وسكرتارية، وسكان مدنيون حول البناية.. ولم نرد أن نؤذي أحداً من هؤلاء المدنيين.
ولقد سئلنا من قبل البعض، عن لماذا لم نضع عبوات لهدم البناية كاملة.. أولا البيت كله ثلاث طوابق، واسمه مكتب الأمن القومي، فقلنا لو دمرنا المبنى كله سيؤثر ذلك على البيوت المجاورة وبها مدنيون، ولذا تم ترتيب الأمر على استهداف الطابق الموجودين فيه فقط، حتى ليس الطابق، إنما القاعة التي يجتمعون فيها؟

من الداخل
* وهل هذه القاعة كبيرة؟
ـ إلى حد ما.. مساحتها لا تزيد عن 70 متراً مربعاً
* وكيف استطعتم إدخال المتفجرات داخلها؟
ـ (يضحك قبل أن يجيب) هناك نقطة أود إيضاحها، وهي أن المنفذين في فريق العمل، كانوا من نفس العاملين بالبناية، وبالتالي يكون دخولهم وخروجهم سهلاً وبدون تفتيش، لذا تم تصميم العبوات التفجيرية بما يتناسب مع طبيعة عملهم، وبما لا يجلب الشكوك حولهم.. ودعني لا أفصح عن ذلك الآن.
(ملحوظة: أفصح عنها وطلب عدم نشرها حرصاً على سرية إمكانية تكرار العملية مرة أخرى)

عملية محكمة
* ثم ماذا.. هل أدخلتم العبوات في يوم واحد؟
ـ بالطبع لا.. استغرق الأمر تسريبها على مدار عدة أيام متتالية وبهدوء شديد، ووزعت على القاعة حسب الخطة التي وضعتها أنا وسيادة العقيد، بحيث نضمن إيقاع أكبر عدد من القتلى بين الموجودين بها، وعندما تم الانتهاء من توزيع العبوات الناسفة وتركيبها حسب الأماكن المفترضة لجلوس العصابة، ظللنا بانتظار ساعة الصفر.
ودعني أقول إن تركيب العبوات تم بشكل فني رائع جداً جداً، لم تستطع كل أجهزة الاستخبارات اكتشافها أو الشك في أي شيء من موجودات القاعة.
* مثل ماذا؟
ـ (يضحك مرة أخرى) هذه أسرار ليست للنشر في وسائل الإعلام، وعليك أن تتخيل ما الذي يمكن وجوده بشكل طبيعي في قاعة اجتماعات، أو بأحد البيوت أو مكتب ما، وتم استغلاله بدون ذرة خطأ ولله الحمد.

بيان وتصوير
* وهل كنت أنت شخصياً أو شريكك في التخطيط موجوداً ساعة التنفيذ؟
ـ بالطبع لا.. لم يكن بإمكاننا الوصول إلى هذه المنطقة مسلحين، كان الموجود فقط بعض شباب الإعلاميين، وفي مكان قريب جداً، استطاعوا منه تصوير البناية لحظة التفجير، ولو لاحظت على الفيديو، أنه كان يرافق التصوير بيان مكتوب مرفق ومقتضب جداً، غير عفوي بالطبع، ولو تلاحظ أن المقطع لم يظهر فيه سوى غبار التفجير، وهذا صحيح، لأنه لو أردت أن أعمل كارثة لفعلت، ولكن لو حدث ذلك كم مدنياً يمر بالشارع يمكن أن يتأذى؟
* أفهم من ذلك، أنه لا صحة لما قيل عن وجود انتحاري قام بتنفيذ العملية؟
ـ نعم نعم.. أبداً، والحمد لله، أن الشباب الذين قاموا بالعمل، موجودون وبخير تماماً وأمورهم ممتازة جداً.

غير صحيح
* سيادة الرائد.. ما صحة ما روجت له مواقع سورية على الإنترنت، من أن نائب الرئيس المصري السابق عمر سليمان الذي توفي الخميس بالولايات المتحدة، كان حاضراً للاجتماع ولما أصيب فيه، نقل لأمريكا للعلاج حيث مات؟
ـ لا أتوقع ذلك.. منفذو العملية لم يذكروا اسمه ضمن الموجودين، ولو فرضنا جدلاً وجوده، كنا سنعرف أن هناك شخصاً لا يعرفونه ضمن الحاضرين، هذا كلام غير دقيق أو بمعنى أدق غير صحيح بالمرة.

جيش حر فقط
* بالنسبة لخطتكم .. هل كنتم تعلمون بدقة بموعد الاجتماع لذا نفذتموها؟
ـ العملية بصراحة كانت مقررة بشكل أساسي، بغض النظر عن الحضور، وبالتالي تم زرع العبوات وتم التحكم فيها عن بعد، عند التأكد من اكتمال كل شيء.. الشباب الذين قاموا بجلب وزراعة العبوات لم يعلموا بموعد التنفيذ، وعندما تأكدنا من موعد الاجتماع ولحظة الصفر، أرسلنا من يتحكم في التنفيذ ليكون الأمر كما حدث.
*..ماذا عن أقوال عقب العملية، بتبني جهات أخرى غير الجيش الحر للعملية؟ هل اشتركت معكم تيارات إسلامية في التخطيط أو التنفيذ؟
ـ لا صحة لاشتراك أي جهة أخرى معنا، نحن كجيش حر فقط من خططنا ونفذنا، نحن تحديداً في القيادة العسكرية لدمشق وريفها من قمنا بالعمل.

لدينا مخابراتنا
* ما صحة أن لديكم جهات استخبارية تابعة لكم من داخل النظام؟
ـ بالطبع نعم.. لدينا أصدقاء ومتعاطفون من داخل النظام ولا يزالون على رأس الخدمة، وقبل أن أتحدث معك بدقائق، كنت أحكي مع اثنين من الشباب الضباط على رأس العمل، وهما طلبا أكثر من مرة ـ كغيرهم ـ أن يعلنوا انشقاقهم، ونحن نرفض، ونقول لهم، إنكم تقدمون لنا ومن مواقعكم هذه أكبر خدمة، نحن نحتاج أن يكونوا في عملهم لأنه سيفيدوننا أكثر من أن يكونوا خارجه، يقدمون لنا معلومات ويسربون لنا أشياء نحن في امس الحاجة لها في الوقت الراهن، مثل تحركات عسكرية وتعليمات وما شابه ذلك.

إصابة باختيار
* هناك معلومات قالت إن بشاراً كان من ضمن المصابين، وما ظهوره على التليفزيون السوري سوى محاولة لإخفاء ذلك؟
ـ لا أعتقد، لأنه لم يكن موجوداً بالاجتماع أصلاً.
* هل لديك معلومات عن قتلى آخرين غير وزير الدفاع داوود راجحة، ووزير الداخلية محمد الشعار، ونائب رئيس الأركان وصهر الأسد، آصف شوكت، إضافة لمساعد نائب الأسد للشئون العسكرية ورئيس خلية الأزمة حسين تركماني؟
ـ معلوماتنا تقول إن هشام باختيار رئيس مكتب الأمن القومي، مصاب إصابة خطيرة، ولن يخرج معافى، أما بقية الموجودين مثل اللواء جميل حسن مدير إدارة المخابرات الجوية، واللواء عبد الفتاح قدسية رئيس شعبة الأمن العسكري، أتصور إن إصاباتهما طفيفة.

اقول للوزير
* بماذا ترد على تهديدات وزير الدفاع الجديد العماد فهد جاسم الفريج، عقب تعيينه خلفاً للقتيل؟
ـ هذا الشخص، الملقّب بـ»أبو فادي» وللأسف «سني» من عشائر دير الزور، لا يفقه من العسكرية إلا الرتبة التي يحملها على كتفيه، وأتعجب من اختياره لهذا المنصب.. وهناك شكوك مثيرة حول استحقاقه أصلاً لأن يكون رئيس الأركان أو وزير دفاع.
وأقول له بإيجاز، نحن الآن الجيش العربي السوري، وأنتم العصابات الإرهابية، أنتم وكل من اتبعكم، نحن الجيش العربي السوري الحق، الذي أخذ على نفسه وعاهد الله، على أن يحمي الشعب، لا أن يقتله، وإن شاء الله مصيرهم مثل مصير قادتهم الذين قتلوا قبل يومين، وأكرر ما قلته لك سابقاً.. أقول للجميع نفس ما قلته لبشار: «لا ترحل.. لا ترحل.. نحن سنأتي إليكم وفي عقر داركم».
* سيادة الرائد، يقال إن لديكم أشياءً ولا تودون الإعلان عنها؟
ـ ذكرت لك منذ قليل، أننا على مدار أكثر من يوم، استطعنا إدخال العبوات، ويوجد لدينا تصوير لكل مراحل إدخال المتفجرات، وزراعتها، وأماكنها، وأشكالها، كل شيء لدينا موثق بالصوت والصورة، حتى صور الأشخاص وهم يقومون بعملهم البطولي والرائع.. ربما تعلن يوماً.

..سامحني يا صديقي
* ألا يمكن أن تزودنا ببعض الصور للعملية؟
ـ أقول لك، وأعلنها للجميع، هذه لن تكون العملية الأخيرة، ولذا نتحفظ على نشرها، لأننا لا نريد كشف الترتيب الذي حدث، ولا أن نكشف من قاموا بالعملية.. سامحني يا صديقي.

أيام معدودة
* كيف ترى وضع القيادة السورية الآن عقب العملية؟
ـ الحمد لله، تذكر أنني قلت لك منذ أربعة أيام، أن بشار الأسد ليس رئيس جمهورية، إنما هو رئيس بلدية حي المالكي الذي يسكنه، الوضع كذلك، سرايانا بحمد الله، منتشره في كل دمشق، بالميدان، بالتضامن، بالقابون، في برزة، وبشارع بغداد، بالعباسيين، هو الآن محاصر، حتى أن هناك بعض التسريبات تؤكد إنه غادر دمشق، وربما يكون في اللاذقية، ولسنا متأكدين من هذه المعلومة، كلها تسريبات من أشخاص موثوقين.
الوضع حالياً على الأرض.. مطمئن.. الأرض لنا، وهم لا يملكون إلا سلاح  الحرب البعيدة، وأؤكد لك أننا عندما نملك السلاح النوعي فلم يستمر حكم بشار أكثر من شهر.

غزوة بدر
* هناك حديث عن تحضير لعملية كبيرة من قبل الجيش الحر، يوم 16 رمضان.. لماذا هذا اليوم تحديدا؟
ـ هناك حديث عن مثل هذا الموعد، ولكن بتصوري الشخصي أنه تيمنا بذكرى غزوة بدر، ولكن عن نفسي كعسكري لي ضوابط وقواعد محددة، أتمنى أن يكون هذا التوقيت مناسباً، ولكن «بدي تخطيط، وتنظيم وتسليح» وإذا لم أحصل على الأركان الثلاثة اللازمة لأي عمل عسكري، فلن أقدم على عمل اعرف مقدماً أنه خاسر.

تحالف شيطاني
* ما تعليقك على الفيتو الروسي الصيني اليوم؟
ـ هذا يدل على تحالف قوى الشيطان في روسيا والصين وإيران ضدنا.. واعتبر هذا الفيتو رخصة للقتل وحماية للقاتل المجرم، وعبارة عن صفعة لحقوق الإنسان، وللأمم المتحدة، وللديموقراطية، وللعالم ككل، ليس عندي كلمة تكون مؤهلة لهكذا وصف.
فقط أقول/ إن غداً لناظره قريب، وعندما يسقط النظام، وقتها نعرف كيف نتصرف مع هؤلاء المجرمين جميعاً.

غير موثوقة
* هل لديك معلومات عن هروب عائلة الأسد للخارج؟
ـ ليس لدي معلومات مؤكدة، هي أنباء مسربة ولكن من مصدر موثوق.

نجاة الأسد
* وما صحة ما قبل قبل يومين، عن نجاة الأسد من محاولة اغتيال خلال تعرض ثوار لموكبه، وأن التسرع فقط هو من أفسد المحاولة؟
ـ ربما يكون عبر فصيل آخر، لا أعلم، ولكن لم نقم بهكذا عمل.. لأننا لا نملك الأرض مائة بالمائة، وهناك ثوار آخرون، ولكن ما يتعلق بنا نحن في القيادة العسكرية لدمشق وريفها سأكشف لك عن سر، أرجو ألا ينزعج الشباب من البوح به.
يوم الجلسة الأولى لمجلس الشعب «التصفيق» الجديد، كنا نجهز لعمل أتصور أنه سينهي حياة بشار، ولكنه لم يأت للاجتماع.
لأول مرة في تاريخ الجمهورية العربية السورية، لا يحضر رئيس الجمهورية اجتماع مجلس الشعب الجديد، إذ أن العرف أن يحضر ويلقي كلمة، وهكذا.. أتصور أن العملية تسربت لأجهزة الأمن، يومها وصل لنادي الضباط، الواقع على بعد 300 متر فقط من مقر مجلس الشعب، حتى عاد أدراجه مرة أخرى، لأنهم لم يستطيعوا تأمين وصوله، وللعلم فإن الجلسة التي بثت على التلفزة السورية على أنها بث مباشر، لم تكن في الحقيقة سوى تسجيل لما حدث ليلاً، حيث استدعوا أعضاء المجلس الجديد، أمام بشار وألقى الكلمة، بهذا التوقيت، كنا قد حضرنا عملية لاغتياله، لكن «الله كتب له عمرا جديدا».

الخميس، 19 يوليو 2012

بشائر النصر .... والمعركة الحاسمة في دمشق



رأيت الفرح والسرور يعتلي وجوه ليس فقط السوريين بل كل حر أبي في هذا العالم، رأيته على وجوه الثوار الأبطال ، رأيته على وجوه الأمهات الثكالى ، على وجوه الأرامل واليتامى ، رأيته على وجوه النازحين والمهجرين واللاجئين ، على وجوه أبطالنا في الجيش الحر ، رأيته على وجوه السياسيين في المجلس الوطني السوري، رأيت الفرح حتى على وجوه المحللين والمذيعين ومقدمي الأخبار.
هذه فرحة بشائر النصر ، نصر قادم بإذن الله وما هو ببعيد ، نصر يجب التحضير له بالتخطيط وبالتنظيم وبتكاتف جميع الجهود من جميع الثوار على الأرض ، فمعركة دمشق هي معركة سوريا جميعها.
وهنا يأتي دور المجتمع المدني في الالتفاف حول الثورة وتقديم الدعم الكامل لثوارنا الأبطال من مال وسلاح وإمداد طبي وغذائي ، ورش الأرز على أكتافهم والدعاء لهم بالنصر المؤزر.
معركة دمشق هي المعركة الحاسمة التي ستزلزل أركان النظام التي بدأت تتهاوى وتترنح ، ولكنها لم تسقط بعد ، ولهذا يجب أن نعد العدة ونشحذ الهمم للمعركة القادمة ، معركة إسقاط العصابة الأسدية.
تتالت الانشقاقات بالأمس بشكل دراماتيكي وارتفعت معنويات الثوار في جميع مناطق سوريا ، وترنح الشبيحة ، واكفهرت وجوه المنحبكجية وانكفأت أصواتهم الخافتة.
عندما رأيت وجوه مؤيدي الأسد غاضبة علمت أن الخير قادم لسوريا، ولمحة سريعة على إعلام هؤلاء ترى الغضب يقطر من وجوههم ،ومنهم حسن نصر اللات الذي لم أراه في مثل هذه المهادنة للثورة في اختياره ألفاظ محددة لا تدين الثورة والثوار بل تطلب منهم الحوار رغم هذا الحدث الجلل.  
أدعو جميع مناصري الثورة السورية المباركة رص الصفوف وشحذ الهمم ورفع الرؤوس عالياً للتهيئة للمرحلة القادمة ، وهي المرحلة الأصعب التي سيقدم فيها الشعب السوري الثائر الكثير من التضحيات من أجل تحقيق العزة والكرامة والوصول بسوريا لبر الآمان ، سوريا المستقبل ديمقراطية مدنية تعددية لجميع السوريين لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات في إطار المواطنة والمساواة والعدل.
عاشت سوريا حرة أبية
السوري الثائر

الأربعاء، 18 يوليو 2012

ترحيل خلية الأزمة هل هي مقدمة لحل الأزمة؟




الجميع يتذكر اللحظة الحاسمة في الثورة اليمنية عندما تم قصف المسجد الرئاسي الذي كان يتجمع فيه الرئيس مع كبار معاونيه وتلك الواقعة التي لفحت بنيرانها وجه الطاغية اليمني لتنذره بضرورة المسارعة والموافقة على الحلول المستوردة من الخارج ، عندها بدأت التكهنات حول هوية الفاعل وأن القذيفة كانت عبارة عن صاروخ متطور لا يوجد إلا في آيادة خفية تملك الصلات اللازمة للوصول إلى مثل تلك الأسلحة .

بالأمس عادة عقارب الساعة إلى الوراء وبلحظة مفصلية وتاريخية ، كانت فيها الثورة تدق ابواب دمشق لتنذر الطاغية وأزلامه بأن ساعة الحساب اقتربت ، أتت العملية النوعية في مقر مكتب الأمن القومي في الروضة ، لتقضي على رؤوس نظام الحكم السوري والتي تسمى بالعرف السوري بخلية الأزمة، حيث كانت نتائجها متناسبة مع رتم وسخونة المعركة الدمشقية الحاسمة لتغير قوانين اللعبة الثورية ، لأنها حتى لحظة كتابة المقالة كنست من مسرح الثورة اربعة من عتاة الفعل القمعي المناهض للعمل الثوري السوري ، حيث غيبت كل من وزير الدفاع داوود راجحة من الطائفة المسيحية، ونائبه آصف شوكت المحسوب على الطائفة العلوية أو على العائلة الأسدية، بينما وزير الداخلية محمد الشعار ورئيس الأركان حسن تركماني من الطائفة السنية، طبعا هذه الخلطة الاجرامية متناسبة تماما مع المقولات التي يرددها الجميع في الداخل والخارج بأن الاجرام في سورية ليس طائفيا وانما يتم استغلال الأقليات وتخويفهم وجرهم للفعل الطائفي خوفا وترهيبا وتحريضا.
الملفت في الأمر هو اعادة ترتيب الأوراق الدولية السياسية وفق تسارع الأحداث وهذا ما لاحظناه في تأجيل التصويت على قرار مجلس الأمن الى اليوم الخميس، ظنا من بعض اللاعبين أن دول الفيتو المتعاونة مع الطاغية بشار سوف تغير من مواقفها بعد تلك العملية، ولكن من المبكر القول أن كل من روسيا والصين سوف تستجيب لتغيّر الخريطة الاجرامية السورية نتيجة خروج لاعبين من العيار الثقيل من المباراة النهائية على كرسي الديمقراطية في سورية.
 وذلك لأن موقف كلتا الدولتين ايديولوجي مبني على ثوابت لايمكن التراجع عنها نظرا لتركيبتهم الاستبدادية وخوفهم من المد الديمقراطي الاسلامي في أطراف دولهم الرخوة.
أما اللاعبين الأساسيين في المسرح العربي والمتمثل بالغرب فهم يتتبعون الأحداث ويعيدون ترتيب أولوياتهم وأوراق لعبهم وفق مآلات الأمور ، دون بذل لكثير عناء مرخين العنان لمبادرة عنان وللفيتو المزدوج الذي مازال يرفع عنهم الحرج تجاه الرأي العام داخل دولهم أولا و أمام المجتمع الدولي ثانيا.
لكن هل يقبل الحذاء بشار بما قبل به سابقه من مبادرة دولية تخرجه من ساحة اللعب السياسية السورية ليحل محله واجهة ذات مسحة ديمقراطية، تأتي نتيجة انتخابات ديمقراطية تتيح لمتخذي القرار الابقاء على منظومة الحكم الاستبدادي؛ كما هو الحال في كل من مصر واليمن.
هنا المراهنة تكون خاسرة إذا اعتقد الغرب أنهم قادرون بعد أن أخرجوا الشعب السوري من قمقمه الاستبدادي على اعادته الى قمقمه مرة أخرى ، لأن حرية الشعب السوري دُفع ثمنها غاليا من الدم الحر المسفوح على شواهق المجد، ولن نرضى باقل من الحرية ثمنا مهما تكالب علينا من عتاة .
بالأمس يطل علينا حسن نصر اللات ليصف مقتل عصابة المجرمين في دمشق بانهم ( القادة الشهداء) وهم رفاق سلاح ويحزن لرحيلهم.
 هؤلاء، قتلة الاطفال والامهات والشباب ، هؤلاء قادة الشبيحة الذين اغتصبوا النساء ودمروا البيوت ونهبوها ، هؤلاء الذين ارتكبوا كل تلك الجرائم ، فليفخر هو وحزبه برفاقه؛ وليحشر معهم يوم القيامه ، فحساب الله قادم لكل من سفك دم الشعب السوري كائنا من كان سوريا او لبنانيا او ايرانيا .
اليوم "سقط النظام" سقوطاً مدوياً باول اعتراف رسمي بهزيمته النكراء في عقر داره؛ من قبل "الجراثيم والمراهقين" الذين سخر منهم اليوم فقد بشار "حرسه القديم" .
اليوم سوف يختار الشعب السوري نهاية ما تبقي من الطغاة وأزلامهم وكل من لازال متشبثاً بمركب القتلة الغارق في الأسابيع القادمة.
ووعداً منا لكل الغربان الجائعة التي تحلق فوق سماء ثورتنا، لن نسمح لهم باختطاف ثورتنا او المزايدة عليها أو المتاجرة بأرواح شهدائها. فالنصر بإذن الله قادم لا محالة..
الدكتور حسان الحموي

السبت، 14 يوليو 2012

الثورة والمجازر والمرجفون في الأرض د. حسان الحموي




بعد كل مرحلة من مراحل التصعيد الثوري وتنامي الانشقاقات بين السياسيين والعسكريين ، تلجأ العصابة الأسدية إلى ارتكاب المجازر في محاولة لتعديل ميزان الرعب والوهن الذي اصاب الفئات المؤيدة للطاغية، ومستنفرة خاصتها ليرجفوا في الارض .
فبعد انشقاق مجموعة من الجنرالات وعلى رأسهم اللواء عدنان السلو القائد العام للقيادة العسكرية حاليا، و رئيس أركان إدارة الحرب الكيماوية السابق، مع ثمانية ضباط آخرين، وهم عميد واثنان برتبة عقيد واثنان برتبة مقدم وثلاثة برتبة رائد،

الاثنين، 9 يوليو 2012

التشبيح على الطريقة الطلاسية د. حسان الحموي




في بادرة هي الأسوء منذ اندلاع الثورة السورية المباركة يظهر علينا المعارض المستقل رئيس وفد المنبر الديمقراطي السوري ليرمي بمبادرته خلال زيارته لموسكو أمس ، بأن مناف طلاس شخصية مقبولة كرئيس حكومة انتقالية في سورية .
وطبعا لن نقول بأن الحراك الدولي في الفترة الأخيرة أنتج ما أسمته بالخطة الأميركية الأوروبية لتسليم السلطة من بشار الاسد لمناف طلاس ، وان تسفير مناف طلاس من سوريا كان بتدخل أميركي لهذا الغرض؛ حيث أعطيت أوامر لبشار بعدم محاولة منع مناف من السفر، وهذا ما أكدته الأخبار الواردة من الداخل السوري ؛ بأن مناف طلاس حصل على اجازة رسمية من الأسد نفسه ، وخرج من صالة التشريفات في مطار دمشق الدولي ، وفي سياق هذه الخطة تجري الان محاولات لتبييض صفحة مناف وتلميعه لدى الشعب السوري وذلك بإشاعة اخبار انشقاقه؛ وهذا ليس انشقاق وانما السفر للتآمر وتسليم السلطة، وايضا إشاعة خبر انه كان مهمشا خلال العام السابق والكثير من الثوار والشهود يؤكدون مشاركته في قمع الثورة واجرام النظام؛ وخاصة في دوما .....

السبت، 7 يوليو 2012

شبيحة " ثوريين " الثائر السوري




توالت الأيام العصيبة على الشعب السوري منذ بداية انطلاق الثورة المجيدة التي بدأت في سوق الحريقة  في دمشق واشتعلت شرارتها في درعا وتوهجت في حمص.
تلك الآلام والمآسي تقاسمتها جميع المناطق السورية بدون استثناء، كيف لا و أهل إدلب نزحوا إلى حلب وأهل حمص نزحوا إلى دمشق ، فأصبح السوريون جميعهم في الهم سواء يتقاسمون المعاناة مع إخوانهم في الوطن ، لقد طال التدمير الهمجي الوحشي مناطق اشتعال الثورة ولكنه لن يوفر المناطق الأخرى ،ومن يظن أن هذه العصابة الهمجية سوف توفر حلب أو دمشق فهو خارج عن الواقع ، فالجميع يعلم بأن هذه العصابة مستعدة أن تدمر الوطن بأسره في سبيل البقاء في السلطة.

الجمعة، 6 يوليو 2012

مؤتمر اصدعاء الشعب السوري (3) د. حسان الحموي




الكثير من ثوار الداخل السوري يسأل نفسه عن جدوى المؤتمرات التي يتسابق فيها المؤتمرين لنثر الجمل فوق رؤوس الثائرين علهم ينامون حتى المؤتمر التالي .
في هذا المؤتمرسعت الدول الفاعلة إلى الابتعاد تدريجيا عن الخطاب الثوري الذي طرحه الثائرون الحاضرون في المؤتمر، دون أن تخدش مشاعرهم الانسانية  .

الثلاثاء، 3 يوليو 2012

المعارضة السورية مابين المناورة والمؤامرة د. حسان الحموي




كل المعارضين وأنا منهم ننظر بعين من التفاؤل الحذر إلى اجتماع المعارضة في العاصمة المصرية القاهرة امس؛ هذا المؤتمر الذي يعقد تحت رعاية جامعة الدول العربية و بمشاركة وزراء خارجية عدد من الدول العربية والأجنبية المعنية بالقضية السورية بالإضافة إلى الأمين العام للجامعة العربية ونائب المبعوث العربي الأممي المشترك إلى سورية ولفيف من ممثلي أطياف المعارضة السورية. في ظل غياب ملفت لوزير الخارجية السعودي.