عندما نرى المجازر في بلاد
الشام ترجع بنا الذاكرة إلى الوراء ، ونستقرء التاريخ فنجد أن الأحداث بتفاصيلها
تعاد اليوم ، لأننا ابتلينا منذ زمن بعيد بفئة عقدية ضالة ، كلما سنحت لها الفرصة؛
وتمكنت من أهل الشام ، عاثت بأهلها قتلا وتنكيلا ، القليل من الباحثين قرأ عن
أحداث جبلة؛ قبل ثمانية قرون ، فما أشبه الأمس باليوم :: لقد ذكر ابن كثير في كتاب
البداية والنهاية:: في أحداث سنة717هـ : أن النصيرية
هجموا على مدينة جبلة، وقتلوا خلقا من أهلها، وخربوا المساجد واتخذوها خمارات، وكانوا يقولون لمن أسروه: قل:لا إله إلا علي، واسجد لإلهك المهدي.
وصاح أهلها: وا إسلاماه، وجعلوا يتضرعون إلى الله، حتى جردت إليهم العساكر، فهزموهم، وقتلوا منهم خلقا كثيرا، وجما غفيرا، وقتل المهدي الذي أضلهم في ذلك الزمان [البداية والنهاية]
اليوم يخرج علينا إلههم
بشار؛ ويعودون لضلالتهم القديمة ، ليعيثوا فسادا في بلاد الشام من جديد ، لأنهم
استطاعوا على غفلة؛ استلاب زمام السلطة فيها، وعندما استفاق الناس من غفلتهم ،
انقلبوا عليهم ليمارسوا ابشع أنواع التنكيل والقتل ، لكن سنة الله تأبى إلا أن
تنتصر لأهل الشام ، لأن الله وضع الخير كله في الشام.
فرسولنا الكريم صلى الله
عليه وسلم يقول: يا طوبى للشام! يا طوبى للشام ! يا طوبى للشام!.
قالوا: يا رسول الله وبم ذلك ؟ قال: "تلك ملائكة
الله باسطوا أجنحتها على الشام".
وقال: "عليك بالشام فإنها خيرة الله من أرضه
يجتبي إليها خيرته من عباده" و قال: "إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم : لا
تزال طائفة من أمتي منصورين لا يضرهم من خذلهم حتى تقوم الساعة"
لذلك نرى اليوم هذا الخذلان
من قبل العالم كله؛ وهذا ليس غريبا على أهل الشام ، لأن هذا الأمر نبأنا به الرسول
قبل أربعة عشر قرنا ، لكنه نبأنا أيضا بأننا منصورين ولا يضرنا من خذلنا حتى تقوم
الساعة.
ولمن لم يتعرف على الخيرية
في أهل الشام ، أرده إلى كلمة كتبها رجل من الحولة؛ قد فقط طفليه يقول فيها :
" بعد القبض على بشار الأسد و اعدامه، أتمنى أن تعطوني أولاده
،لأنني قد فقدت اثنين من أبنائي في مجزرة الحولة؛ و أريد أن آخذ أبناءه؛ كي أنتقم منه.....
سأعطيهم ألعاب أطفالي ؛ و اطعمهم
بيدي؛ سأعلمهم المحبة؛ و امنحهم الأمان؛ سأزرع في قلوبهم حب الله و الوطن؛ سأخبرهم
بأنه لا يوجد سوري يحقد على سوري آخر بسبب عقيدته الا اذا كان قد فقد انسانيته؛ و ضميره.
سأعلمهم المعنى الحقيقي للوطن و الايمان ...، و أن
الحرية هي عماد انسانيتنا !! ، سأحدثهم عن حزني على أبنائي؛ كي أغسل بالحب قلوبهم
.....
هكذا سيكون انتقامي".
فهل علمتم الآن معنى
الخيرية التي زرعها الله في أهل الشام؟ ، وهل ستقتنعون يأننا منصورين بعون الله
وإذنه؟ .
الدكتور حسان الحموي

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق