الأربعاء، 14 سبتمبر 2011

فكر الثورة وبلطجة الأسد د. حسان الحموي

فكر الثورة وبلطجة الأسد

حاولت أن أجول بفكري وذاكرتي علي أجد حل للموازنة بين نقيضين متضادين لا يلتقيان إلا في بلاد تسودها نظم استبدادية ، ففي ظل غياب المنطق والفكر والحجة ، لا يستطيع النظام المستبد تسويق أفكاره ونظمه ، وبقاءه ، إلا من خلال البلطجة ، لأنه لا يملك حجة مقابل حجة ولا فكرة مقابل فكرة ولا منطق مقابل منطق، لذلك يعمد إلى مقابلة المنطق بالعنف ، والفكر بالبلطجة ، والديمقراطية بالبطش، فيقتل بعنفه طريق المنطق ،


ويطفئ بتشبيحه نور الفكر ، ويُجدب ببطشه ربيع الديمقراطية. ويسوّق كل ذلك بمنطق الدجل ، يستغبي  به عقول العامة ليسوقهم كالأنعام ، في غياهب الجهل والتخلف بعيدا عن أعين الرقيب.
الكثير كان ينظر إلى تصرفات نظام الأسد مستغربا ومتسائلا هل ما زال في هذا الزمن نظام يقتل الإبداع في عيون شعبه ، ويخمد الفكرة من صدور شبابه ، ويصادر بقانون شريعة الغاب كل نسمات الحرية ، كي لا يتنفسها أحرار الوطن ، فتزهر شقائق نعمان في ربوع حوران ، ومعرة النعمان ، وتزهو شجيرات البيلسان على ضفاف العاصي .
عندها تساءلت هل هناك من توازن بين فكر الثوار وبطش الشبيحة ، بين ريشة فرزات ومدافع الفرقة الرابعة، بين غناء القاشوش وكتائب أمن النظام.
عندها أدركت أن القانون الالهي يقضي بأن النور هو الذي يقتل الظلام ، وأن الإيمان هو الذي يدحض الكفر ، وأن التاريخ لا يحتفظ إلا بذكرى خيار الناس ويسقط من تقويمه شرارهم ، وأنه مهما امتد نظام الباغي،  فلا بد لإرادة الأحرار أن تنتصر ، ولا بد لشمس الحرية أن تشرق مهما امتد ظلام ليل الاستبداد.
ولكن هل من معتبر ؟
                         

الدكتور حسان الحموي

ليست هناك تعليقات: