الجمعة، 30 نوفمبر 2012

هنا دمشق



 " تحية لكل المغيبين قسرا عن العالم ...... تحية لجميع السوريين
في 2 تشرين الثاني عام 1956 عندما كان العدوان الثلاثي على مصر قامت الطائرات الفرنسية والبريطانية بتوجيه ضربات جوية على الأهداف المصرية ونجحت في تدمير هوائيات الإرسال للإذاعة المصرية شمال القاهرة فتوقفت الإذاعة المصرية عن الإرسال وهنا كانت المفاجأة الكبرى التي صعقت من أراد إسكات صوت القاهرة ، فقد انطلقت إذاعة دمشق على الفور بالنداء " من دمشق .... هنا القاهرة "
اليوم ينشر جميع السوريين الأحرار هذا الستاتوس تضامنا مع أقدم عاصمة في التاريخ عاصمة الأمويين والتي يظن سفاحيها أنهم باستطاعتهم عزلها عن العالم عبر قطع الإنترنت والاتصالات عنها ، فأراد السوريين في كل مكان أن يذكروا العالم أن دمشق تسكن في قلب كل واحد فينا في كل عاصمة وفي كل مدينة وفي كل زاوية ... "
بذلك البيان عبر السوريون أن صوتهم لا يمكن إسكاته ، صوتهم الحر ، صوت الكرامة والتاريخ ، صوت العزة والانتصار ، صوت الإنسانية والضمير الحي .
لقد جهد نظام الاحتلال الأسدي على إسكات هذا الصوت بكل ما أوتي من إمكانيات ومن إجرام لم يعهد له مثيل في التاريخ ، وباءت جميع محاولاته على مدى عامين بفشل ذريع رغم دعم العالم كله بدون استثناء لإجرامه وسكوته المريع على حرب إبادة جماعية لشعب صدح بالحرية والكرامة.
لقد علم هؤلاء أن انتصار الشعب السوري العظيم سيغير مجرى التاريخ وإلى الأبد ، بما قدم من تضحيات جسيمة من أجل حريته وإنسانيته ، ستلهم جميع أحرار العالم ، وستصبح تضحياتهم أيقونة إنسانية عظيمة تفوق جميع ما سبقها من حركات تحرر حدثت في العالم أو ستحدث لاحقا.
إن إيماني الكبير بهذا الشعب العظيم أعطاني يقينا بأن مستقبل أبنائي وأبناء سوريا سيكون مشرقاً وسيكون منارة لجميع الشعوب تستضيئ بعطائه.
عاشت سوريا حرة أبية
السوري الثائر

السبت، 24 نوفمبر 2012

مبادرة الابراهيمي لإنقاذ الأسد د. حسان الحموي



 في الأيام الأخيرة بدأت قوّات الأسد تتراجع نحو دمشق ؛ خاصة مع تزايد أعداد الجيش السوري الحر ، و تركيز عملياتها في العاصمة؛ لأنهم كانوا منذ البداية يدركون أن معركتهم الحقيقية هي في دمشق ولكن نقص العدة والعتاد كان السبب الرئيسي في تأخر تنفيذ هذا الخيار.
بالأمس صرح رئيس الأركان في الجيش السوري الحر لوكالة الأناضول للأنباء "إنّ أعداده فاقت أعداد قوات الأسد التي "بدأت التخلّي عن المناطق البعيدة وتركز ثقلها في العاصمة"، لافتاً إلى أنّها "الخطوة الأولى باتّجاه معركة دمشق الكبرى"..
وأضاف " أنّ "الثوّار بدأوا يلتمسون الآثار الإيجابية لهذه الخطوة؛ حيث يتمّ حصد نتائجها في عدّة مناطق، وبالتحديد في دير الزور والميادين وإدلب وحلب"..
وأن هناك "إرباك كبير" يعيشه النظام مع احتدام معارك دمشق؛ باعتبار أنّ للعاصمة أهمّية إستراتيجية، و"سقوط النظام سيكون هناك".
و"بدل أن يرسل النظام قوّاته إلى المناطق التي تشهد معارك في الأطراف نراه يغادرها متوجّهاً بقوّاته إلى العاصمة، وقد سحب مؤخراً عدداً كبيراُ من العناصر من حمص باتّجاه دمشق"..

وفي هذا السياق فقد تم مؤخراً تشكيل لواء عسكري نوعي في دمشق وريفها، يضمّ نخبة من قوات الجيش الحرّ؛ استعداداً لما وصفوه بالـ"معركة الفاصلة لتحرير العاصمة السورية"..
وهو الأوّل من نوعه بمنطقة دمشق وريفها، يضمّ عدة كتائب مختارة، كما ينضوي تحته لواء مخابراتي مهمّته كشف الاختراقات التي قد تقع في صفوف الجيش الحرّ، بتدبير من حكومة الأسد ...
كل هذه المتغيرات دفعت الابراهيمي إلى مسارعة الخُطى نحو انقاذ ما يمكن انقاذه من بقايا نظام الأسد من خلال خطته الجديدة القديمة التي ينوي عرضها على مجلس الأمن يوم الخميس المقبل حسب لوفيغارو الفرنسية تحت ما يسمى الخروج من الأزمة السورية ، والتي تقضي بتشكيل حكومة انتقالية حتى العام 2014 والأسد يبقى من دون صلاحيات ...
وتنص الخطة على تشكيل حكومة انتقالية وطنية تتمتع بكامل الصلاحيات التنفيذية لقيادة سورية حتى العام 2014 ، تاريخ إجراء انتخابات رئاسية تحت إشراف الأمم المتحدة.
ووفق ورقة الإبراهيمي فإن الحكومة الانتقالية يجب أن تضم أعضاء من المعارضة وشخصيات من النظام غير متورطة بعمليات القمع.
وتشير الخطة الى أن بشار الأسد يكمل ولايته، ولكنه لا يحتفظ إلا بدور تمثيلي .
ولكن الإبراهيمي ، يبقى غامضا لجهة حق الأسد في أن يترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة ؟! ، استجابة لمطالب روسيا و ايران.
وهو ما برح يمهد بتصريحاته بين الحين والآخر لخطورة الوضع في سورية ، وأن سورية ذاهبة الى الصوملة لا محالة، بغية اقناع الأطراف السورية بقبول خطته كخيار وحيد لإنهاء الأزمة.
ولأنه يعلم أن الائتلاف الوطني السوري غير مستعد للتفاوض مع الأسد ولا يقبل بوجود الأسد على سدة الحكم ، لذلك هو يستعين اليوم بالحكومة المصرية لتسويق خطته هذه، على غرار تسويق خطة الهدنة بين حماس والكيان الصهيوني.
وفي هذا السياق تأتي "الزيارة التي ينوي وفد من هيئة تنسيق قوى التغيير القيام بها إلى موسكو في الثامن والعشرين من الشهر الحالي تلبية لدعوة رسمية، والتي تهدف إلى إيجاد حل تُجمع عليه الدول الخمس الدائمة العضوية ويكون مُلزماً لها و"لسماسرتها الإقليميين"، حسب وصف هيثم مناع الذي اتهم خطاب المعارضة (( الائتلاف الوطني السوري)) كعادته بالشعبوي و المزاود، وأضاف بأنه "للأسف، تم بناء فريق سياسي يعتقد أن الحرب على سوريا هي الطريق الوحيد لإسقاط النظام، أي إدخال البلاد والعباد في نفق لا نهاية منظورة له".
لكن الثوار من خلال انتصاراتهم على الأرض يؤكدون أنهم غير قلقين على صوملة سورية وانما قلقون على صوملة روسيا وايران وأمريكا:

وأن الثوار لن يسمحوا لمبادرات الابراهيمي بالعبور إلا على أجسادهم الطاهرة.
فاليوم دمشق كلها تشتعل ولا يوجد مكان هادئ للعمل السياسي
ففي كل شوارع دمشق هناك اشتباكات وانفجارات؛ حتى في ساحات
الامويين والعباسيين والمزه وبرزه ، و شارع بغداد وساحة السبع بحرات، عدا عن المنطقة الجنوبية كلها بدءا من القدم وعسالي وكفرسوسة والحجر الأسود ومخيم اليرموك والتضامن .
بالإضافة  الى الريف الدمشقي الذي بات محررا سوى من قصف طائرات النظام التي تتساقط تباعا على ايدي المجاهدين، و الاشتباكات اليومية على كل الطرقات المؤدية الى دمشق.
فثوار دمشق اعلنوها حرب حتى اخر نقطة دم شهيد ، ولن يقبلوا بتلك الحلول الهزلية بعد اليوم، لأن زمن السياسة لم يحن بعد ، و هذا زمن الانتصارات والمعارك ، ولا حياة للجبناء والعملاء في سوريا بعد اليوم.
فسوريا غير مستعدة لإنقاذ الطاغية من مصيره المحتوم مهما كانت كلفة هذا الخيار، والسوريون اتخذوا قرارهم وتوكلوا على الله فهو ناصرهم وهو مولاهم.
الدكتور حسان الحموي

الخميس، 22 نوفمبر 2012

اليوم غزة وغدا سوريا د. حسان الحموي



ابدأ بما نهيت به مقالي السابق عندما قلت أن قدر المجتمعين السوري والفلسطيني أن يرزح تحت نير احتلال واحد بوجهين ، وأن يبقى يقاوم بكل ما أوتي من قوة ، لأنه اختار شعار...الموت ولا المذلة....
فيا أهلنا في غزه هنيئا لكم الشهيد القائد احمد الجعبري ورفاقه ، وهنيئا لنا شهدائنا ، أنتم في ثغوركم ضد اليهود الأنجاس ونحن هنا في ثغورنا ضد الصفيو أسدية الانجاس فحربنا واحدة..
والنصر بإذن الله قريب قريب قريب.
فمن بين خضم التصريحات الكثيرة أقتبس تصريح زعيم المعارضة الصهيوني، شاؤول موفاز أمس أن | إسرائيل خرجت من الحرب وهي رافعة الراية البيضاء، تجر ذيول الخزي والعار، وغزة هي المنتصرة والرابح اﻷكبر!."
وأنا أقول بأن العصابة الصفيو أسدية سوف تخرج من سورية تجر ذيول الخزي والعار ، وسورية المستقبل هي المنتصر والرابح الأكبر!."
لكن من المفيد هنا أن ندرس السيناريو الذي جعل المقاومة تنتصر على أعتى قوة في الشرق الأوسط بعدة وعتاد بسيطين ، إنها الاستراتيجية البسيطة والواضحة مع رسوخ الرؤية وتحديد الأهداف الاستراتيجية والمرحلية والسير قدما نحو تحقيق هذه الاهداف دون حرف مسار ، كلنا أدرك أن سبب تراجع الكيان الصهيوني خطوة نحو الوراء كان سببه اطلاق حماس صواريخها على تل ابيب و القدس والمدن المحيطة بغزة ، ووصول الرسالة إلى الساسة الاسرائيليين وقبلها الى الشعب الصهيوني أن لا أمان لكم اليوم مع استمرار الاعتداء ؛ انها العين بالعين والسن بالسن والبادئ أظلم ، لذلك علينا نحن في الثورة السورية التركيز على استراتيجية التحرر من نير الاحتلال الصفيو أسدي من خلال محاكاة معركة غزة ، فمنذ بداية الثورة عملت عصابات الاسد على ضرب الحاضنة الشعبية للثوار بكل ما أوتيت من قوة حتى بلغت آخر حصيلة لخسائر المدنيين (2.5) مليون مسكن عدا عن البنية التحتية المدمرة بالكامل في أغلب المدن الثائرة ، أما حاضنته هو وعصابته فتعيش برغد وهناء ، وهذا دليل على اصالة الثورة وحسن نيتها ونقاء رجالها ، ولكن التجربة أثبتت أن قرار رجل السياسة يأتي من حاضنته، فماذا لو شعرت الحاضنة الشعبية لعصابات الاسد بنفس الألم والشعور الذي يذيقه بشار وزمرته للشعب الثائر ، هل كان الثوار سيحققون نصر غزة ، وهل كانت ستتداعى ايران وروسيا والغرب لحماية الأقليات الداعمة لهذا الطاغية؟ .
وتوقيع هُدنة بنفس شروط حماس مع الثوار، والاعتراف بالحقوق المشروعة لهذا الشعب.
إن اشد ما يقلق أمريكا والغرب اليوم هو صدق ونقاء وطهارة القضية السورية لذلك هي تجد صعوبة بالغة في التأثير في الثورة السورية من خلال عملائها لأن الثورة سرعان ما تلفظهم بعيدا ، ولأن المستجيبين قلة قليلة ليس لهم وجود حقيقي على الأرض .
ان الممارسات الأمريكية لوأد الثورة السورية واضحة للعيان فمن يقف ضد حق الشعب الفلسطيني ، لن يكون محرجا أن يقف ضد حق الشعب السوري، لذلك هي تعمل جاهدة على حرمان الثوار من حقهم في التسلح تارة بتجفيف منابع الدعم وتارة بفرض كلمتها على حلفائها في المنطقة .
أما إيران - والتي ساهمت في تسليح المقاومة في غزة لمصلحتها، واليوم تقتل السوريين والفلسطينيين في سوريا لمصلحتها، وقبل ذلك دمرت العراق وقوضت وحدته لمصلحتها-، فهي سائرة في مخططها إلى النهاية ولن يعوقها سوى وعي الشعب السوري .
إن مباركة أمريكا لإعلان الهدنة بين غزة و الصهاينة لهو مؤشر على قرب اقتناعها على قدرة المقاومة التي سجلت تقدما ملحوظا في الكثير من المعارك على حسم النتيجة لصالحها ، شاءت أمريكا أم لا .
وإن فشل الكيان الصهيوني في انقاذ حليفه في دمشق هو اعلان هزيمة ليس لإسرائيل فحسب؛ وانما لكل الهياكل الاستبدادية التي عمل الغرب على زرعها في منطقتنا ، بهدف حماية الكيان الصهيوني ، لكن الساعة أزفت للاستجابة لمتطلبات هذه المرحلة ،والتعامل مع المتغيرات بمعادلة أخرى تضمن بقاء اسرائيل في المنطقة وتستجيب لحق الشعب في اسقاط بشار ونظامه البائد.
اليوم ستعلن إسرائيل مرغمة فك الحصار عن غزة وإيقاف الحرب، وسيفرح الغزاويون بنصر الله بعد حصار امتد منذ 2006م، وغدا سيعلن الشعب السوري سقوط طاغية الشام ، وسيفرح السوريون بنصر الله .
وسينجز السوريون استقلالهم الثاني على مبدأ تبادل المصالح ، مبتعدين عن اي صفقة هنا أو هناك تجريها هذه القوة الاقليمية أو الدولية تحت الطاولة فثقتنا بيقظة الثورة كبير جدا وبحسن نية رئيس الائتلاف الوطني وحكمته أيضا ، و بيقيننا أن شعبنا لا يمكن المساومة عليه أبدا.
الدكتور حسان الحموي

الجمعة، 16 نوفمبر 2012

النظام الصفيو أسدي وتبادل الأدوار



بعد أن تأكد لإسرائيل أن قوات الأسد تترنح أمام مقاتلي الجيش السوري الحر وخاصة الذين يتمركز بعضهم على السفوح الشرقية لهضبة الجولان.
فبعد الزيارة التفقدية لوزير دفاعها إيهود باراك، للجولان والتي أحيطت بالسرية، صرح أن قبضة الرئيس السوري تتعرض لتفكك مؤلم وأضاف: مشيراً إلى السفوح الشرقية للهضبة حيث يقاتل الجيش السوري المعارضين المسلحين: "كل القرى تقريبا عند سفح هذه الهضبة وما بعدها في أيدي المتمردين بالفعل"، مضيفاً أن "فاعلية الجيش السوري تتقلص بشكل متواصل".
لذلك بات لزاما على الكيان الصهيوني القيام بشيء لإنقاذ ما تبقى من النظام الصفيو اسدي؛ الذي ضَمن له الهدوء على جبهة الجولان طيلة عقود حكمه الأربعة الماضية .
وباعتبار أن الجبهة السورية غير قابلة للاشتعال لأنها مشتعلة أصلا ، و أن الكيان الصهيوني مازال حريصا على أن يبدو بعيدا عن الصراع السوري السوري ، لذلك فهو يكتفي بتقديم الدعم السياسي والاعلامي من خلال حث حليفه امريكا على عدم دعم الجيش السوري الحر والائتلاف الوطني السوري.
 واليوم يقدم على خطوة غير محسوبة من خلال اشعال جبهة غزة بغية حرف بوصلة الاعلام العالمي عن القضية السورية . وافساح المجال للعصابة الأسدية لتنفيذ مخططها في قتل المزيد من الشعب الأعزل وهدم ما تبقى من البنية التحتية التي مازالت لم تطالها آلة الموت والدمار .
 بغية إعادة تذكير الموالين لمحور ما يسمى المقاومة والممانعة بضرورة اعادة ترتيب أوراقهم من جديد واظهار المواقف السياسية البراقة والتي كان يخدع بها عامة الشعب ، لذلك وجدنا العصابة الأسدية تسارع في "إدانة الجرائم الوحشية الاسرائيلية في غزة وتدعو المجتمع الدولي للتدخل"
وعلى الضفة الأخرى يظهر حسن نصر اللات ويذكر بأضرار الثورة السورية على محور الممانعة؛ وكيف أن الكيان الصهيوني استفاد من ضعف حليفه بشار لينقض على غزة ، ونسي أن الأخير لم يحرك ساكنا في الاعتداء الأول في 2008/2009 .
ليعتذر نيابة عن رجل المقاومة والممانعة في حماية أهل غزة والذود عنهم وذلك بسبب نفاذ السلاح والذخيرة في سورية ، من البراميل الطائرة والقنابل الفراغية والانشطارية والعنقودية، وذلك لأنه بحاجتها اليوم  في سورية لتأديب شعبه، فما يحتاجه شعبه اليوم يحرم على المقاومة والممانعة ، وكونه أيضا قبض ثمن تدمير سورية من أسياده الصهاينة .
فاليوم طائرات الميغ تضرب رقاب السوريين في دمشق ..ليسمع صدى صواريخها في فلسطين المحتلة على أرض غزة .. لتختلط الأشلاء والدماء فالعدو واحد ..
والجميع يدرك أن الكيان الصهيوني قرر تقديم العون المباشر للنظام الصفيو أسدي عبر غرف دماء الفلسطينيين في غزة، وتقديمها قربانا لرفع بعض الكتف عن العصابة الأسدية في محاولة لشد انتباه الاعلام والعالم عن حرب الابادة الجماعية وخاصة في دمشق وريفها التي تقوم بها عصابات الأسد وللانتصارات التي يحققها الجيش الحر على الأرض.
خاصة بعد أن تم طرد حركة حماس من حلف المقاومة والممانعة وإغلاق مكتب رئيس المكتب السياسي ، ومصادرة كافة مكاتب الحركة في أرجاء في دمشق واللاذقية وحلب.
وتقديم البيانات المصادرة عن عناصر الحركة من تلك المكاتب لربيبته إسرائيل كي تغتال قائد كتائبها العسكري في غزة بعد ذلك .
وكما ورد عن أحد أزلام العصابة الأسدية أن "اسرائيل ساعدتنا مخابراتياً بالاشتباكات قرب الجولان مع الجيش الحر .... فردينا التحية بالمثل واعطيناهم معلومات عن قادة حماس"
فمفهوم الممانعة أصبح يعني  " زواجا سريا بين العصابة الاسدية والصهاينة ليتم من خلاله معاقبة حماس على مواقفها المشرفة تجاه الثورة السورية بحجة صواريخها التي تنهال على الكيان الصهيوني ، أما تلك القذائف التي تصيب الأراضي السورية المحتلة في الجولان من قبل العصابات الأسدية فكما ورد عن جهاز الأمن التابع للكيان الصهيوني بأنه مقتنع أن جميع القذائف التي يتم إطلاقها من الأراضي السورية وسقطت في هضبة الجولان المحتلة كانت نتيجة خطأ غير مقصود، وبالمقابل يؤكد الأسد في رسالة غير مباشرة للكيان, أنه لن تحدثَ أموراً كهذه في المستقبل...
فالكيان الصهيوني يلجأ إلى خطوته هذه بغية اختبار عود ثورات الربيع العربي وهو الامتحان الحقيقي للرئيس المصري محمد مرسي أولا.
 و اختبار لمدى صلاحية معاهدة كامب ديفيد و مسيرة الاذلال والتي ثبتت مفهوم (سيناء بدون سلاح وكرامة) .
واختبار لذاكرة العالم وقدرته على تناسي الثورة السورية والاستجابة لمطلب الكيان الصهيوني في التوجه نحو غزة.
 واختبار التزام الرئيس الأمريكي بالنهج الصهيوني بعد فوزه في انتخاباته الأخيرة ومقاومته لإرادة حكومات الربيع العربي و حثه على التفرغ لهم ، وعدم الاستجابة لتطلعات الائتلاف الوطني السوري في الاعتراف وتقديم المساعدة اللازمة .
في النهاية نقول أن قدر المجتمعين السوري والفلسطيني أن يرزح تحت نير احتلال واحد بوجهين ، وأن يبقى يقاوم بكل ما أوتي من قوة ، لأنه اختار شعار...الموت ولا المذلة....
فيا أهلنا في غزه هنيئا لكم الشهيد القائد احمد الجعبري ورفاقه ، وهنيئا لنا شهدائنا ، أنتم في ثغوركم ضد اليهود الأنجاس ونحن هنا في ثغورنا ضد الصفيو أسدية الانجاس فحربنا واحدة..
والنصر بإذن الله قريب قريب قريب.
الدكتور حسان الحموي

الأحد، 11 نوفمبر 2012

الائتلاف الوطني السوري وتحديات المرحلة د. حسان الحموي



أخيرا رفع علم الثورة السورية ( علم الاستقلال ) إلى جانب أعلام قطر وتركيا والجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي .
أخيرا جاءت الولادة العسيرة لتأتي بخير مولود أنجبته الثورة السورية منذ عشرين شهرا من عمر الحمل الثوري .
أخيرا وقعت المعارضة السورية مجتمعة في الدوحة لتنجب لنا الائتلاف الوطني السوري بقيادة المجاهد الشيخ أحمد معاذ الخطيب رئيسا - رياض سيف نائبا - سهير الأتاسي نائبا؛ -  والاحتفاظ بمقعد النائب الثالث للأخوة الأكراد – و مصطفى الصباغ أميناً عاماً.
يأتي هذا بعد فرز نتائج الانتخابات التي جرت في الدوحة لقوى المعارضة أمس.
هذه الشخصيات المشهود لها بالوطنية والثورية من الذين نزلوا الشارع وتظاهروا مع الأحرار ليتربعوا على قمة هرم الثورة ويستلموا القيادة من معارضة الفنادق ...
ولمن لا يعرف الداعية أحمد معاذ الخطيب الحسني فهو من (مواليد دمشق، سنة 1380هـ/1960م) ؛ خطيب وفقيه سوري. اعتقلته عصابات الأسد عدة مرات في سنتي 2011 و2012 على خليفة دعمه للحراك الشعبي المطالب بإسقاط نظام الطاغية.
كانت كلمته في حفل التوقيع ، مليئة بالمعاني الوطنية الصادقة والوفية لدماء الشعب الثائر، أكد فيها على بعض الثوابت منها أنه:
-  سينتهي عمل هذا الائتلاف فور سقوط النظام.
-  سيتم محاسبة كل من توغلت يداه في الدم السوري
-  أن الائتلاف لم ولن يتعهد أمام أي جهة بأية أمور تخون دماء الشعب الثائر.
-  إن سورية القادمة ستكون لأبناء وبنات جميع السوريين
-  تعهد بأن يكون خادماً لجميع السوريين.
-  دعا المجتمع الدولي للوفاء بالتزاماته في دعم شعبنا لتحقيق أهدافه.
-  قال بأن الشعب السوري هو من أكبر الشعوب الصانعة للحضارة ولا يقبل بهذا التعامل والتجاهل من المجتمع الدولي.
-  طالب بكافة أنواع الدعم الإغاثي والاقتصادي والسياسي.
- أخيرا توجه إلى شعبنا العظيم بكامل الإجلال : و قبَّل يد كل أم وأب .. توجه إلى أطفال سورية بالحب الخالص ..و إلى الشباب المناضل ..
- وكرر وصية الخليفة الراشد عمر بن الخطاب: إذا وجدتم خيراً فيّ فساعدوني ..و إذا رأيتم فيّ اعوجاجاً فقوموني.
هذا الانجاز العظيم سواء كان مطلبا أم املاءا خارجيا ، وسواء كان حاجة داخلية أم اقليمية ودولية ، وسواء كان ردا على الحجج الواهية من قبل البعض للتلكؤ في تنفيذ الوعود : فإنه من الأهمية بمكان أن نقول اليوم إن توحيد المعارضة أمر على غاية من الأهمية في تحسين أداء الثورة ، واختصار مسيرة الكفاح العسكري والسياسي والالتفات الى العمل الاغاثي وبناء عصب الدولة السورية الحديثة.
نعم إن رغبات الجميع مع اختلاف دوافعهم تصطدم بعوامل كابحة كثيرة ، منها ما يعود الى الولاءات ومنها ما يعود الى التنازع الكتلي داخل الكيانات المعارضة ، ومنها ما يعود إلى وجود عناصر مدسوسة هدفها التخريب فقط وتعطيل أي وحدة بين أجنحة المعارضة، إلا أن الاخراج النهائي لهذا الاتفاق يعبر عن صدق الأغلبية وحسن نية لدى القائمين على توحيد الجهود.
فمطلبنا ليس توحيد المعارضة في كيان سياسي واحد والذي مؤداه اعادة انتاج حزب شمولي بمسمى آخر ، وإعادة الامر في سوريا الى ما كان عليه.
وانما مطلبنا هو توحيد رؤى المعارضة وتوحيد الجهود وتنسيق وتكامل العمل الثوري والسياسي والاغاثي ، وهذا متوفر عند الجميع ، ولكن توحيد المعارضة غير مطلوب على الاطلاق وأن يكون شرط لتلقي الدعم الخارجي السياسي والعسكري بالمستوى المطلوب لحسم المعركة!.
لكن لنسأل أنفسنا بعد ذلك: هل تفككنا هو السبب أو الحجة التي تتلطى وراءها أميركا والغرب عموماً لكي تمدنا بالسلاح الفاعل والمال الوافر ؟ أم أن هذا التفكك كان مرغوباً به لأن إدارة أوباما لم تكن راغبة في دفع عملية الحسم في مرحلة ما قبل الانتخابات الأميركية ؟ .
اليوم توحدت الرؤى وتعهد الجميع بالاعتراف بالائتلاف الجديد وهذا أتى على لسان جميع المتكلمين بدءا من الشيخ جاسم والذي دعا رئيس الائتلاف الى السفر معه غدا الى الجامعة العربية لتسليم نسخة من هذا الاتفاق.
وستقوم الجامعة العربية بـتسـليم مقعد ســوريا الى وفد الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة في جلسة ستقعد بعد يومين في القاهرة، وانتهاء بوزير خارجية الامارات وتركيا و تونس...
إن ما حدث في الدوحة في غاية الأهمية لأنه أحل التوازن بين جميع مكونات المجتمع السوري الثائر، ووحد قيادته من أجل ضبط الوضع المفكك للمعارضة على الأرض مما يفتح المجال واسعا لدعم الثورة مالياً وعسكرياً بالمستوى المطلوب لحسم المعركة وبطريقة جدية.
وهذا ما أكده الرئيس الجديد للمجلس الوطني جورج صبرة في اول مؤتمر صحافي له بعد انتخابه، ان "المجلس الوطني اقدم من المبادرة السورية او اي مبادرة اخرى والمطلوب منا جميعا الذهاب الى مشروع وطني وليس مطلوبا من أي جهة الانضواء تحت لواء جهة اخرى".
في الحقيقة إن بطولات الجيش الحر كانت هي الاساس والمرجع الذي بنيت عليه الانجازات السياسية هذه ؛ وما تسطره كتائبه من ملاحم وبطولات هو ما سيصنع تاريخ سورية الجديد؛ وهو ما دعا العالم للاعتراف به كقوة على الارض وبشرعيته للدفاع عن الحق ، وهو ما سيجعل هذا العالم يعترف بالائتلاف الوطني السوري.
و بغض النظر عن المبادرات والوفود الأممية والكلام السياسي للدول، فإنه من الضروري بعد توحد المعارضة الذهاب الى تحقيق أسباب الحل في سوريا والذي لن يكون إلا عسكرياً وذلك نظراً للطبيعة المجرمة للنظام الأسدي ؛ لأن الثورة لا بد ان يكون فيها منتصر.
ان ما يحدث الآن في قطر الحرية , واجتماع الاعلان النهائي وهذا الاحتفال الذي سيكرس انتصارات الثورة بدءا من هذا اليوم بإذن الله تعالى .
و سيفتح الباب واسعا للاعتراف بالمعارضة والجيش الحر وسيأتي بالدعم الواضح من هذه الدول ، لأنه لم يعد هناك حجة كما أكد وزير خارجية تركيا في كلمته أمس .
لكن بالنتيجة نقول "إن توحيد المعارضة سوف يضيف قوة للثورة، وسوف يضعف النظام ويقصف عمره عاجلا غير آجل بإذن الله لأن الله تعالى قال { وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ...} (آل عمران :103 ).

الدكتور حسان الحموي

الجمعة، 9 نوفمبر 2012

أوان الزحف الى دمشق د. حسان الحموي



اليوم انتهت المهلة التي أعطاها الروس لنظام بشار الاسد لأحراز نصره على الشعب السوري دون تحقيق أية انتصارات تذكر على الارض ، ووصلت نتائج الانتخابات الامريكية إلى مسامع الروس التي اعتبروها فترة ذهبيه لانشغال المجتمع الدولي.
وبات لزاما على الروس أن يبحثوا عن مخرج مشرف لهم من المستنقع السوري .
كل ذلك لم يغير من حقيقة أدركها الثوار منذ بداية الثورة أن نهاية العصابة الأسدية لن تكون في درعا أو في حلب أو ادلب أو حمص وانما الزحف إلى دمشق.
وأن تضافر مجموعة من العوامل  منها ما هو متعلق بالتركيبة السكانية للعاصمة وهجرة معظم سكانها الأصليين إلى الأطراف ( ريف دمشق) ، واستيطان كمية كبيرة من الموالين للطاغية فيها ، بسبب استيلائهم على الأراضي و الوظائف الحكومية والعسكرية والأمنية ، واستلاب المناصب الحساسة في العاصمة ، إضافة إلى وجود عدد كبير من رجال الأعمال في عدة أحياء ، ناهيك عن استضافة الشعب الفلسطيني الذي اتخذ سياسة النأي بالنفس .
العامل الآخر هو الفئات المترددة أو الصامتة والتي اختارت منذ البداية الوقوف على الحياد ، رغم محاولة الشريحة الموالية للثورة استمالتها سلميا للانخراط في الثورة من خلال رجال الدين الثقات كأمثال الشيخ سارية الرفاعي والشيخ اسامة الرفاعي والشيخ راتب النابلسي والشيخ معاذ الخطيب و شيخ قراء الشام الشيخ كريم راجح حفظهم الله.
وطبعا التعامل الإجرامي المفرط مع الجميع والتفجيرات المخيفة التي زعزعت أركان دمشق والتي قامت بها فروع الأمن بدءا من القزاز الى البرامكة الى العدوي.
 هذه السياسة الاجرامية المرسومة بدقة من قبل اركان العصابة الأسدية أو ما يسمى اللجنة الأمنية؛ جعلت معركة تحرير دمشق تتأخر في دق أبوابها، وكان لا بد من سياسة ثورية مقابلة لخلخلة المنظومة الأمنية المحكمة ورجالاتها والتي لاحظناها مع التحول التدريجي للثورة من المسار السلمي إلى مسار الكفاح المسلح؛ والتي بدأت مع تفجيرات مبنى الأمن القومي ومن ثم الأركان واحد واثنان وثلاثة وتفجيرات مبنى المخابرات الجوية بالتزامن مع دخول حزام مناطق المخالفات في العمل الثوري المسلح بدءا من المزة المصطفى الى كفرسوسة الى القدم وعسالي والحجر الاسود والتضامن والقابون وبرزة البلد وانتهاءً  بجوبر ، مع احتفاظ معظم الريف الدمشقي بغوطتيه الشرقية والغربية، وبوتيرة عالية بالعمل الثوري المسلح.
كل ذلك يأتي نتيجة لإدراك الجميع أن زوال الطاغية سوف يكون من خلال الزحف إلى دمشق.
لكن العامل الأهم في تأخر معركة دمشق كان في قلة السلاح بيد كتائب الجيش الحر، وصعوبة توفرها، نظرا لبعد العاصمة عن سوق السلاح المهرب.
 هذا الأمر جعل الثوار يخسرون معركتهم الأولى في جنوب العاصمة .
نظرا لتواضع عتادهم الذي يواجهون به آلة القتل الأسدية المدعومة بأقوى الأسلحة .
إضافة إلى تخلي فئة من الثوار عن دورهم الذي لم ينتهي؛ بعد دخول الثورة مرحلة الكفاح الثوري المسلح ، وخاصةً تخفيف الضغط عن أبطال الجيش الحر ، ودعمه مادياً ومعنوياً .
والأهم من كل ذلك الاستمرار في التظاهر بغية التأكيد على استمرار الروح الثورية في المنطقة التي تحتضن الثوار ، وايصال الرسالة الأهم للعالم ؛ والتي تؤكد دعمهم للجيش الحر، لأنه السبيل الوحيد لتحرير سوريا.
اليوم زحفت كتائب الجيش الحر إلى دمشق من جديد ؛ ولكن باستراتيجية عسكرية جديدة، وبصمت اعلامي غير مسبوق، ونرى كيف هي الآن تضرب بقوة كل جنبات دمشق، وتسطر أعظم البطولات والانتصارات، وتكبد العصابة المجرمة خسائر فادحة ، وعملياتها النوعية رغم تواضع الامكانيات تهز أركان العصابة المجرمة، وهذا يلفتنا الى أمر مهم؛ أن الامكانيات ليست كل شيء في أرض المعركة وإنما هناك أسباب أخرى هو الايمان بالله، والثقة بنصره ؛ والايمان بالهدف الذى قامت من أجلة أعظم ثورة في التاريخ البشرى القديم و الحديث ..
اليوم ترتفع معنويات الجيش الحر الذى يرسم طريق الحرية في سوريا رغم جراحه؛ و تنهار معنويات العصابات الأسدية جراء تلقيها الضربات القوية من هذا الجيش البطل، وتتساقط الحواجز والمخافر والكتائب والأسرى في أيدي الابطال.
 فهل حانت ساعة الزحف الى دمشق كما يسمي الثوار جمعتهم اليوم؟.
  الكل يدرك اليوم أن ايام بشار بل ساعاته أضحت معدودة على يد رجال الجيش الحر الأشاوس ؛ الذين يخوضون معركة هي الأشد في تاريخ الأمة الاسلامية . و يسطرون بأياديهم البيضاء صفحات نور بمداد من ذهب ، أثبتوا خلال سنة ونصف من عمر الثورة أنهم رجال مؤمنون ، وثقوا بنصر الله.
لكن قبل بدء الزحف و التحرير وخوض المواجهات مع عصابات الأسد يجب علينا امتلاك استراتيجية متكاملة لمعركة الحسم هذه من خلال:
- تأمين السيطرة التامة على المواقع العسكرية والاستراتيجية المطلة على دمشق مثل جبل قاسيون والمهاجرين وغيره .

-      شل حركة المطارات العسكرية والمدنية بدمشق وريفها مثل مطار دمشق و المزة وغيره بوقت واحد ..
-     تأمين المواد الاغاثية والطبية لعناصر الكتائب المقاتلة والمدنيين.
-     التعتيم الاعلامي عن جميع التحركات الميدانية .
-     تأمين حرية الحركة و التجوال داخل دمشق، وعدم تمكين النظام من قصف دمشق، لأن هذه العصابة اذا احست بقرب انتهاء المعركة ستقصف دمشق القديمة والجديدة بوحشيه لم يستخدمها بكافة اراضي سوريا .
لأن دمشق تعني لهم الكثير اذا دمروها يكونوا بذلك دمروا حضارة الامويين التي يكنّون لها حقدهم الصفوي ....
فنجن لا نريد عاصمة مدمرة لأن هذا سيؤخر ويعرقل قيام سورية الجديدة بإذن لله..
الدكتور حسان الحموي

الثلاثاء، 6 نوفمبر 2012

هل هي بداية النهاية للطائفة الكريمة؟



الكثير من السياسيين المعارضين السوريين؛ عندما كانوا يذكرون الطائفة الموالية للطاغية كانوا يقرنونها بالطائفة الكريمة ، على الرغم من أن نسبة الشبيحة والضباط و الأمنيين من هذه الطائفة هي الأعلى بين الطوائف السورية الأخرى، وأن العنف الممارس على الشعب السوري و المجازر و الفظائع التي يرتكبها طيارو الأسد كان جلها من الطائفة الكريمة ، وكأن حقدهم على الشعب السوري ظهر فجأة ، نتيجة مطالبة بقية فئات الشعب بحقوقها التي سلبت على مدى خمسة عقود ماضية في زمن الأسد الأب والأسد الابن.
والكثير من أبناء هذه الطائفة الكريمة دخلوا في مواجه مع الشعب سواء بضغط من النظام، أو تحت ذريعة الحفاظ على "المكتسبات"، أو نتيجة تخويفهم بأن هذه الحرب طائفيه ويجب أن تدافعوا عن أنفسكم؛ وهذا الأمر سمعناه في بداية الثورة على لسان مستشارة الطاغية بثينة ثعبان.
البعض من المخدوعين أو من حسان الظن داخل مكونات الشعب السوري أو من الفئات المثقفة والتي لا تؤمن بالطائفية يعتقدون أن النظام منذ استلابه للسلطة عمل إلى استغلال الطائفة الكريمة أبشع استغلال، ليس من خلال تجييشهم لضرب الشعب فقط، بل من خلال ارهابهم ومن خلال زرع عقيدة طائفية مقيته مفادها أن مصير هذه الطائفة الكريمة هو القتل والتدمير والتهجير إذا لم تدافع عن النظام, وطبعا الغالبية من هذه الطائفة الكريمة دخلت في هذه الحرب اما طواعية أو خوفا.
وخلال سنة ونصف من عمر الثورة كان الجيش الحر يتحاشى الدخول في صدام مع التجمعات السكانية ذات الغالبية من الطائفة الكريمة على الرغم من أن جل المجازر التي حصلت في دمشق وريفها ؛ كانت تخرج من تلك الأحياء سواء من حي المزة (86)، أو من حي الورود في قدسيا أو من حي السومرية أو من عش الورور في برزة أو من شارع نسرين في التضامن وغيرها من أماكن تلك التجمعات وكان نتيجة تلك المجازر العشرات بل المئات من الضحايا المدنيين خاصة من الأطفال والنساء والشيوخ .
وطبعا نتيجة الخسائر الكبيرة بين صفوف شبيحة الأسد؛ وخاصة من الطائفة الكريمة والتي يتم تعميمها على جميع المدن والقرى الموالية ، بدأ الموالون من الطائفة الكريمة بالتململ والتخوف من السير قدما في هذه السياسة نحو المصير المجهول.
خاصة مع بدء ميل كفة الجيش الحر لصالحه ، وكان لزاما على العصابة زيادة جرعة التخويف من المصير المجهول في حال اختارت هذه الطائفة الكريمة الانسحاب من المواجهة مع الشعب السوري الثائر.
بالأمس لجأت هذه العصابة إلى تطبيق الفقرة الرابعة من الخطة الأمنية وهي نقل التفجيرات إلى داخل الأحياء الموالية لإثارة النعرة الطائفية من جديد وزيادة جرعة الخوف الغريزي الطائفي من شركاء الوطن، حيث بدأت بتفجير سيارة مفخخة في منطقه ال86 , واليوم في قدسيا, و هناك أخبار عن تفجير سيارات في السومرية , و قد كانت ضحايا هذه التفجيرات بالعشرات والجرحى والمهجرين بالمئات.

سكان تلك المناطق يعلمون أن الدخول والخروج منها لا يتم الا بعد تفتيش دقيق, ولا يستطيع أحد رمي مفرقعة صغيره هناك ، لأن الجميع حذر ومتوقع لهذه اللحظة ومتخوف من الاخر ، المسمى عرفا "الارهابيين والعصابات المسلحة".

هذه اللعبة الحقيرة من النظام الهدف منها كما قلت إخافة الطائفة الكريمة بغية الاستمرار في القتال معه حتى النهاية، وكأنه يقول لهم اما أن تكونوا معي أو هذا مصيركم.
وطبعا هذه العملية واضحة الاهداف والمعالم والنتائج، لكن من المؤسف أن الكثير من أفراد الطائفة الكريمة عميت أبصارهم وبصائرهم عن رؤية الحقيقة المجردة ؛ وانساقت وراء الدعاية الأسدية ، واستجابت للخطط المرسومة لها من قبل اللجنة الأمنية ، ونراها مصرة على الاستمرار مع الطاغية حتى النهاية .
فهل يحق لنا أن نأمل باستفاقة ولو متأخرة لنخبة من أفراد الطائفة الكريمة لتعي ما يخطط لها اليوم، لأنها إن لم تستفق اليوم فلن تستفيق أبدا.
وبالتالي سوف نشهد بداية النهاية لهذه الطائفة الكريمة .
فهل من معتبر؟!!!!.

الدكتور حسان الحموي

سوريا ........ والفوضى الخلاقة




لا يخفى على أحد أن مؤسس نظرية الفوضى الخلاقة ميكافيلي صاحب كتاب " الأمير " حيث جاء فيه  " الشجاعة تُنتج السلم  ، والسلم يُنتج الراحة ،والراحة يتبعها فوضى ، والفوضى تؤدي إلى الخراب ، ومن الفوضى ينشأ النظام  ، والنظام يقود إلى الشجاعة "
ولا ننسى كونديليزا رايس استخدمت هذا المصطلح للتدليل على منهجية سياسة الخارجية الأمريكية في التعامل مع منطقة الشرق الأوسط كمنطقة شديدة الأهمية بالنسبة للولايات المتحدة ،كي تحقق أهدافها في ضمان تدفق النفط وضمان أمن الكيان الصهيوني والحرب على الإرهاب.
لقد حاول الكثير من المحللين أن يربطوا ما يحدث في العالم العربي من تحولات جذرية بأنها نتاج الفوضى الخلاقة التي تنتهجها الولايات المتحدة في إطار سعيها للهيمنة على العالم.
طبعا لا اتفق مع هذا التحليل لأنه بكل بساطة يلغي إرادة الشعوب العربية في التغيير والتطلع للحرية والكرامة والحياة الأفضل ، ولا أنكر سعي مختلف الدول الفاعلة على الساحة الدولية ركوب موجة الربيع العربي ومحاولة الاستفادة من مفاعيله وتحويلها لصالح تلك الدول ، وهذه هي السياسة بطبيعة الحال.
إن ما يحدث في سوريا الآن ممكن أن نصفه بمصطلح الفوضى الخلاقة وذلك لأن جميع الأوراق قد اختلطت ولا يوجد لاعب أساسي يحرك الأحجار لدرجة أن الأمور بدأت تفلت من أيدي اللاعبين الكبار ( روسيا وأمريكا ) وحتى المتفرجين بات يصيبهم نوع من الشك وعدم اليقين ، بل يمكن القول حالة من الفزع مما يمكن أن تؤول إليه الأمور ، ولم يعد من الممكن التحكم بشروط اللعبة ولا توجيه مسارها وأصبحت كلمة فوضى أقل ما يمكن أن يقال عن الوضع السوري المتأزم.
والسؤال المطروح هنا كيف يمكن لهذه الفوضى أن تكون خلاقة وكيف يستطيع الشعب السوري تحويلها لصالحه؟
إن كل متابع لهذا الشعب العظيم المبدع سيكتشف أن هذا الشعب ماض في ثورته حتى النهاية ، رغم كل الأسى والألم والتضحيات الجسيمة ، ورغم كل ما تعيشه سوريا اليوم من حالة فوضى كارثية ، تجد أن هذا الشعب الثائر يحول هذه الفوضى إلى إبداع متجدد رغم قلة الموارد.
الجميع يعمل بأقصى طاقته كي يحافظ على نقاء ونبل هذه الثورة المباركة ، فتجد أبطال الجيش الحر يطلقون ميثاق الشرف العسكري الثوري ، وترى الناشطين يتحركون من أجل الحفاظ على جذوة الثورة متقدة لتكون منارة يهتدى بها ، ونرى نخب المجتمع المدني يبثون رسائل التوعية الوطنية، وليس بعيداً عنهم ناشطي الإغاثة والمجتمع الأهلي يعملون بما يتوفر لديهم من موارد على شحتها وندرتها ولكنهم يبدعون في طريقة التعاطي مع هذا الوضع الصعب ، ولا ننسى المثقفين والكتاب والشعراء والفنانين الثوريين وناشطي الشبكة العنكبوتية ودورهم المهم في الدعم والنشر والحض على الفعل الإيجابي الخلاق رغم كل ما تمر به سوريا من فوضى ، حتى بات هذه الفوضى هي المحرض للإبداع لدى هؤلاء.
إن ما يحدث في سوريا هو فوضى ولكنها خلاقة، ومن بات يمسك بزمام الأمور فيها ليس المجتمع الدولي بل الشعب السوري الثائر بكافة فئاته هو من يقود المبادرة وسيخرج منتصراً فارضاً أجندته الوطنية على جميع القوى التي تحاول التلاعب بمقدراته وبمصيره.

عاشت سوريا حرة أبية

السوري الثائر  

الخميس، 1 نوفمبر 2012

حكومة رياض سيف محمد العبدالله :


  
الكلمات أدناه فيها تحليل صرف وآراء (يشاطرني بها العشرات من الأشخاص الذين تحاورت معهم) لما حصل في القاهرة في مؤتمر المعارضة ولما يحصل اليوم في الدوحة:

- هناك حاجة لجسم سياسي يمثل الثورة في الخارج كون الثوار على الأرض محاصرين ولا يستطيعون تمثيل أنفسهم على صعيد الدبلوماسية الدولية. شاءت الأقدار تشكيل المجلس الوطني السوري في 2/10/ 2011.

- اكتشف المجتمع الدولي أن المجلس الوطني السوري يتبنى مطالب الثورة كاملة، وأن سقفه السياسي مطابق لسقف الثوار في الداخل وأن المجلس يرفض أنصاف الحلول التي يقدمها المجتمع الدولي، فلم يعد المجتمع الدولي مرتاحاً للمجلس بتاتاً.

- بدأت العروض السياسية تنهال على الثورة والمعارضة والمجلس، وقام المجلس الوطني بموقف ممتاز وهو رفض أنصاف الحلول ورفض أي شي لا يحقق مطلب الثورة المباشرة: تنحي الأسد.

- بدأ المجلس الوطني السوري يشكل عبئاً كبيراً على المجتمع الدولي الذي أكتشف أن سقف المجلس الوطني أعلى بكثير من سقفه ومما يعرضه.

- بدأ المجلس الوطني بمطالب معلنة ومحرجة للمجتمع الدولي بالتدخل في سوريا وحماية المدنيين، ومطالب بمساعدات إغاثية. أحرج المجتمع الدولي وضاق ذرعاً بالمجلس الذي أحرجه، لذلك قرر تجاوزه وإنهاءه.

- سمحت حالة الترهل في صفوف المجلس الوطني، وغياب الشفافية وإنعدام الممارسة الديمقراطية في صفوفه (تجلى ذلك بالتمديد لرئيسه الأول لثلاث مرات) إلى إضعاف صورة المجلس في عيون السوريين داخل سوريا وخارجها. شكل هذا فرصة ذهبية للمجتمع الدولي (الولايات المتحدة تحديداً) لإنهاء المجلس والتخلص من الضغط الذي يشكله عليها.

- بدأت مهمة إنهاء المجلس الوطني السوري على يد السفير الأميركي روبرت فورد، وبدأها بتصريحات مسيئة للمجلس على مدى عدة أشهر تتحدث عن تغييب الأقليات والافتقار لتمثيل شامل للثورة.

- تبع تلك المرحلة محاولة محاصرة المجلس وعزله دولياً وإنهاكه، وتمثل ذلك بإيقاف الدعم المالي الخليجي عن المجلس ولعدة أشهر بإيعاز أميركي. بدا المجلس ضعيفاً في عيون السوريين، لم يقدم سلاحاً، ولا إغاثة، ولا حلاً للأزمة.

- توافق ذلك مع دور أميركي سلبي في موضوع التسليح، تجلى باختصار بفلترة السلاح القادم للثوار وسحب أي سلاح نوعي أو فوق المتوسط منه، بحجة عدم وقوع السلاح بيد "إرهابيين" أو "متطرفين".

- في القاهرة، 3/تموز/ 2012. تقدم السفير الأميركي بمشروعه، مشروع إنهاء المجلس الوطني السوري، عبر إقتراح إقامة لجنة المتابعة والاتصال وتضم كل من المجلس الوطني السوري، هيئة التنسيق، تيار بناء الدولة، إضافة لبعض الكتل الصغيرة والمستقلين من هنا وهناك.

- أجهض المجلس الوطني اقتراح فورد ومشروعه عبر رفض الانضواء مع الكتل الأخرى في جسم واحد. هذا أغضب فورد ودفعه للخطة الثانية، وهي ما يجري الإعداد له في الدوحة اليوم.

- إقتراح تشكيل حكومة انتقالية لتحظى بشرعية دولية كاملة، (وبالتالي التخلص من المجلس الوطني)، وتنصيب رياض سيف رئيساً لها.

- أدرك السفير فورد استحالة تجاوز المجلس أو مقاطعته لأنه أصبح الكتلة الأكبر داخل المعارضة وهي الكتلة التي حظيت باعترافات سياسية متعددة عبر مؤتمرات أصدقاء الشعب السوري المتعددة.

- لذلك عمل السفير فورد على المشروع على مرحلتين: أولى هي محاولة تمرير المشروع عبر المجلس الوطني نفسه وإقناع المجلس بتشكيل حكومة انتقالية. طرح رياض سيف المشروع على المجلس الوطني في السويد وصوتت الأمانة العامة ضده، فغضب رياض سيف وانسحب من القاعة مهدداً الأمانة العامة للمجلس: من أنتم حتى تصوتوا ضد مشروع روبرت فورد.

- ترافق ضغط فورد على المجلس مع العمل الممنهج على تحطيمه، وتم الإيعاز لبسمة القضماني بالإنسحاب من المجلس الوطني والإساءة له، بهدف ترويج فكرة الحكومة الانتقالية أكثر فأكثر. نفذت القضماني المهمة ونشرت شتائم متعددة ضد المجلس ودعمت وروجت لفكرة حكومة رياض سيف لدى الفرنسيين.

- المرحلة الثانية لعمل فورد هو استخدام الطرف الممول للمجلس للضغط على المجلس الوطني للقبول بفكرة حكومة رياض سيف، قطر. تذكرت قطر المجلس فجأة بعد قطع المساعدات عنه لأكثر من ستة أشهر (بطلب أميركي) وتواصلت مع المجلس ومولت رحلته لنيويورك للمشاركة في اجتماعات الهيئة العامة للأمم المتحدة. ثم وجهت قطر دعوة للمجلس الوطني لعقد مؤتمر الامانة العامة في الدوحة، قدمت الدوحة فيها فندقاً وتذاكر سفر كدعم للمجلس كي لا يتكلف مالياً.

- بدأت المساومات مع المجلس في الدوحة، ابتزاز المجلس للقبول بفكرة حكومة رياض سيف تحت التهديد بقطع المساعدات عن المجلس وسحب الاعتراف منه.

- ناور المجلس قليلاً وقبل طرح فكرة الحكومة الانتقالية لكنه اشترط فعل ذلك بعد مؤتمر الهيئة العامة للمجلس كي ينهي المجلس ترتيب بيته الداخلي قليلاً.

- حاولت قطر توجيه دعوات للكتل الأخرى للمشاركة، قبل المجلس واشترط للقيام بذلك التشاور مع المجلس حول المشاركين. ذهب رياض سيف منفرداً للقاء نائب وزير الخارجية القطري وأبلغه أن هذه هي قائمة الأسماء التي يريد المجلس الوطني دعوتها لمؤتمر تشكيل الحكومة.

- لم يشاور سيف المجلس بالأسماء وإنما وضع لائحة بنفسه فقط، وبالتشاور مع بسمة القضماني، فيها أسماء أصدقاءه ومن سيصوتون له ليكون رئيساً للحكومة.

- علم المجلس بتصرف سيف واحتج لدى القطريين لكن نائب وزير الخارجية القطري قال أن سيف سلم قائمة الأسماء على أنها موجهة من المجلس وأننا وجهنا الدعوات ولا نستطيع التراجع بها.

- بدأ الابتزاز والضغط مجدداً على المجلس الوطني ليصوت بالقبول على مشروع حكومة رياض سيف، وبدأ التواصل مع أعضاء المكتب التنفيذي، كل على حدة، لضمان موافقتهم على الفكرة.

- أبدى د. برهان غليون رفضه ورفض كتلته للفكرة.
- وافق أحمد رمضان فوراً بشرط أن يكون عضواً في الحكومة العتيدة المزمعة التشكيل.
- رفض الحراك الثوري وممثلوه الفكرة رفضاً قاطعاً، بإستثناء لجان التنسيق المحلية (هناك أخبار غير مؤكدة بعد أن لجان التنسيق المحلية تؤيد تشكيل حكومة رياض سيف لأسباب ترتبط بالحصول على دعم مالي من سيف وحكومته).

- بقي الإخوان المسلمون على موقف غامض، لم يعلنوا القبول بمشروع حكومة رياض سيف ولكنهم يروجون لقبوله في المجلس الوطني بذريعة عدم الاصطدام بالمجتمع الدولي حيث يبحثون عن رضا واشنطن عليهم.

فكرة الحكومة:

لست ضد فكرة أي حكومة انتقالية حقيقة، لكني أقف ضد حكومة رياض سيف لسببين:

الأول: أن الهدف الوحيد لهذه الحكومة هو تحقيق توجه لدى أطراف إقليمية ودولية لإنهاء دور المجلس الوطني السوري وخلق كيان سياسي جديد يستجيب لتوجهاتها وطلباتها.

الثاني: أن الهدف من الحكومة هو اعتماد حلول سياسية تقفز على الهدف الرئيس للثورة :اسقاط النظام، وتبني خيار حل وسط أو لا غالب ولا مغلوب.

باختصار، الهدف من تشكيل الحكومة الانتقالية هو الموافقة على ما رفضه المجلس الوطني سابقاً: الحوار مع النظام والقبول بأفكار نبيل العربي والأخضر الإبراهيمي حول حل سياسي في سوريا يتبنى الرؤية الإيرانية للحل: حكومة تقودها شخصية معارضة مع بقاء الأسد حتى 2014 وإجراء انتخابات عندها.

ستصبح مهمة جر الحكومة القاادمة لحوار مع الأسد وحلول وسط أسهل بكثير عندما نعلم أن "التعددية" و "التمثيل" يقتضي أن تكون شخصيات هيئة التنسيق وتيار بناء الدولة في تشكيلة الحكومة.

لا أملك أي موقف شخصي من رياض سيف، والرجل صديق منذ ما قبل الثورة لكني مستاء من سلوكه وتصرفاته لعدة أسباب:

أولاً: كونه مريض سرطان ويخضع للعلاج في ألمانيا وعليه فإن وضعه الصحي لا يؤهله للعب هذا الدور، مع تمنياتي الصادقة له بالشفاء العاجل.

ثانياً: أن الهدف من الحكومة ليس فعلاً في صالح الثورة السورية وإنما للالتفاف على الثورة ومحاولة الحد من انتصاراتها.

يعرف رياض سيف ذلك جيداً لكنه يتصرف على مبدأ "أنا والطوفان من بعدي"، وهو موقف لا يليق بمن يحاول طرح نفسه كرجل سياسة؛ تجاهل 40 ألف سوري ضحوا بأنفسهم والقبول بحل وسط سخيف يلتف عن الثورة ويجهض انتصارها.

الثالُث: أن الوعود التي يطرحها رياض سيف من أجل تشجيع الآخرين على قبول حكومته غير صحيحة، ما يطرحه رياض سيف من فوائد لحكومته هو التالي:

- ستحصل الحكومة على اعتراف دولي سريع (هذا غير مضمون ولو كان مضموناً فإنه لن يوقف البراميل التي تلقى على رؤوس السوريين يومياً).

- ستحصل الحكومة الجديدة على الأموال السورية المجمدة لنظام الأسد. وهذا الوعد غير صحيح على الإطلاق وممكن مقارنة الوضع بليبياً: حكومة منتخبة وبرلمان منتخب ودولة حقيقة ولا تزال أموال نظام القذافي مجمدة.

- الإعتراف بالحكومة سيسمح بإحالة الملف إلى محكمة الجنايات الدولية: وهذا الموضوع غير صحيح البتة ولم تقبل محكمة الجنايات الدولية أي إحالة من المجلس الانتقالي الليبي (رغم أنه كان معترف به كممثل شرعي ووحيد للشعب الليبي) وقبلت المحكمة فقط الإحالة بقرار من مجلس الأمن.

- الحكومة المعترف بها ستحصل على سلاح: وهذا غير صحيح لأن الهدف من الحكومة هو عرقلة انتصار الثورة والثوار على الأرض وأن الطرف المعرقل لعمليات تسليح جدية هي الولايات المتحدة، وهي الدولة التي ستملك تأثيراً كبيراً على الحكومة.

بكلمة أخيرة، لا الحكومة القادمة حكومة سورية ولا هي صنيعة السوريين، هي صنيعة تجاذبات عربية-غربية ومحاصصات وأفكار وحلول وسط لا تخدم الثورة ولا ترضي الثوار. أقف ضدها بشكل علني ومباشر وأتمنى لها الفشل وعدم النجاح. وأطالب الثورة، بالوقوف ضدها والتصدي لها ورفضها وعدم تأييد مشروعها.

كانت لي تجربة سلبية مع المجلس الوطني السوري، دفعتني لمغادرته في أسبوعه الثالث، ربما قسوت قليلاً على المجلس في بعض المناسبات الخاصة لكني تحاشيت إلى حد كبير التعليق ضده في العلن أو انتقاده أو الإساءة له... وهنا اعلن احترامي الكبير للمجلس وموقفه الشجاع ورفضه لمشروع السفير الأميركي روبرت فورد والدفاع عن استقلالية القرار السوري رغم الحصار المالي الخانق الذي تعرض له المجلس. كلمة حق مدين بها للمجلس أمام السوريين..