الأحد، 30 سبتمبر 2012

من أدبيات الثورة : أسماء ومسميات للثورة السورية د. حسان الحموي



الثورة الكاشفة : لأنها كشفت الأقنعة وكشفت الايدي الخفية ! ودهاليز الظلام ! ولأنها:
 ١ـ كشفت ما بنته الماسونية في شبكاتها منذ مئتي عام الى اليوم من تخريب وتزييف ــ ٢ ـ وكشفت ما بنته الصهيونية من عملاء واذناب منذ زمن بعيد !
الثورة الفاضحة :
1.             لأنها فضحت كل الأنظمة والدول والشخصيات والمنظمات المتواطئة مع العصابة الأسدية.
2.              لأنها ستقلب الدنيا على عقب اذا نجحت بإذن الله، لأنها الاشد منذ قرون  ـ
3.             لأنها فضحت الرأسمالية ونفاقها وتجارتها بالحروب ومقدرات الشعوب منذ عشرات السنين .
4.             لأنها فضحت مجوس ايران واذنابهم ممن يتخذون التشيع ستارا ولباسا يختبون وراءه !
5.             لأنها فضحت الشيوعية المزيفة الكاذبة والاستعمار المبطن والمغلف بشعارات براقة!.
6.             لأنها فضحت دول النفاق والعمالة والخيانة .
الثورة الطاهرة المطهرة :
لأنها ثورة قامت على يد أبطال أطهار، هدفها تطهر العالم من الظلم والكفر والفساد والنفاق ؟ ، بدأت من أطفال درعا الأنقياء ،  ولن تقف بإذن الله حتى تحرر العالم الاسلامي كله.
والثورة الجامعة : لأنه اجتمع عليها كل الدول و إن شاء الله لن يقدروا على ايقافها ؟ وبنفس اللحظة اجتمعت معها كل الشعوب الحرة.
الثورة الظافرة والمظفرة : لأنها ظفرت بتأييد الله أولا؛.. وبتأييد الشعوب الحرة؛.. وستظفر بالنصر بإذن الله .
الثورة اليتيمة:
 لأنه في سوريّتي قتلى وجرحى  تحت عداد الزمن..! !
قبري انسكن..  جرحي انثخن ..!!
موتانا لا تعني لعباد الوثن..
صرخات ثكلانا ولا هدم الوطن..
اطفالنا نامت على ورق الخريف من الوهن..
لا تمنحونا فرصة فالموت أوفر من حياة بلا وطن ..
لا تمنحونا فرصة  فلن نعيش وفينا عباد الوثن ..
لا تعتبوا لا تخجلوا لا تستحوا..
فأنتم الموتى ..و نحن أسياد الزمن ..
أموات .. على أموات.. ليس بمرتهن..
فالكل موتى .. ولا حياةَ بلا ثمن ..
لا تنظرونا؛ قد حضرنا بعدما فات الزمن ..!!
نحن أبطال ولكن من ورق..يا شآمُ اسمعينا .. نحن لسنا المرتهن.. !!
يا بلاد الشام عذرا.. نحن نفديك ولكن ..نحن مازلنا عبيدا".. نحن أسرى للزمن.. .!!
فهذه الثورة يتيمة .... ونحن أيتام الوطن.
ثورة العزة و الحرية و الكرامة:
لأننا شعب عزة و كرامة ثار على الظلم والقهر والاستبداد ، و لن يسمح لأحد أن ينتقص من كرامتنا أو يخدش من كبريائنا ، واليوم نثور لاستعادة كرامتنا المصادرة في المعتقلات والزنازين ، ونثور دفاعاً عن حريتنا المسلوبة في أقبية الظلام .
فنحن فقدنا وجودنا ، عندما فقدنا كرامتنا، فالأسد سلبنا كرامتنا؛ حين سفح دمائنا، واعتقل أحرارنا ، واغتصب حرائرنا.
فكل قطرة دم سالت على ثرى الوطن ، وكل صرخة ألم تأوهت بها أجساد المعتقلين ، ستمهد الطريق نحو خلاصنا من طاغوت الفساد والاستبداد ، وستعيد روح العزة والكرامة والحرية إلى نفوسنا .
إنها ثورة الكرامة التي انتظرناها بفارغ الصبر ، لنعود كما كنا بالأمس ، أعزاء لا أذلاء .
د. حسان الحموي

الخميس، 27 سبتمبر 2012

تفاصيل عملية تفجير الأركان بدمشق في 26-9-2012


كتائب الاحرار - الله اكبـر والعـزه لله

بيان صادر عن جبهة النصرة تتبنى فيه عملية تفجير مبنى الاركان بدمشق وتفاصيل العملية بدقة

جبهة النصرة : 27-9| غزوة " نسف الأركان "في دمشق


بسم الله الرحمن الرحيم

جبهة النّصرة - البيان رقم (84)

غزوة " نسف الأركان "في دمشق

الحمد لله رب العالمين، يحفظ عباده سبحانه، فإذا أخذهم فإلى جنته ورضوانه، ويكبت أعداءه، فإذا أهلكهم فإلى سخطه ونيرانه، أما بعد :
فلقد استطال الطاغية بشار وجنده وزبانيته على العباد والبلاد، فأكثروا فيهم وفيها قتلاً وتشريدا، وهدماً وتدميرا . وأغلب أهل الإسلام وأمّة الإيمان في عجزٍ وهوان لا يدرون ما يفعلون، غير أنَّ الله جلّت قدرته قد يسّر لأجنادٍ من جنده سبيلَ الجهاد، فشنُّوا الغارة تلو الغارة، ونفذّوا العملية تلو العملية، في جسد الطغيان حتى أثخنوهُ بفضل الله جراحاً، وملؤوه قروحاً .
ولقد علمت الأمة كلُّها بأفعال مجرمي بشار في الشام وأهله، فكانت كتائب الجهاد قد أسرجت خيولها، وقد أتاكم من أخبار جبهة النصرة – أعزها الله – قبلاً ما أتاكم .
وقدْ طالع هذا اليوم – بفضل الله تعالى – الأمّة بصباح مليء بعزة الإيمان، وصيحات الجهاد، من آساد جبهة النصرة وهم يدكّون هيئة أركان الجيش في ساحة الأمويين، فإذا هي هاوية على أركانها، خاويةٌ على عروشها، وصدقَ في أولئك المجاهدين الأبطال ما قالهُ قائدُ المجاهدين صلى الله عليه وسلم ذاتَ معركةٍ :
(إنّا إذا نزلنا بساحةِ قومٍ فساءَ صباحُ المجرمين )

http://im12.gulfup.com/eINv1.jpg

أما تفصيل الكلام في هذه الغزوة المباركة والمعركة المشرّفة فإليكموه :
المرحلة الأولى:
في صباح يوم الأربعاء 26-9-2012م وفي حوالي الساعة السابعة صباحاً، تمكن الاستشهادي البطل: أبو مهند الشامي من إيصال سيارته إلى الجهة المحاذية لمبنى هيئة الأركان من الجهة الجنوبية فلما صارت في أقرب نقطة ممكنة من المبنى فجّرها لتوقع دماراً كبيراً فيه من تلك الناحية وليصل العصفُ وقوته إلى كاملِ المبنى، فيُقتلُ من قُتل، ويُجرح من جرح، ويملأ الهلع والرعب قلوبَ الباقين .

http://im19.gulfup.com/YHcx1.jpg

http://im13.gulfup.com/tvl21.jpg


المرحلة الثانية:
انطلقت سيارة مفخخة تقلّ مجموعة الاقتحام الاستشهادية، وهم أربعة استشهاديين، نحو الباب الرئيسي واستغلَّ الإخوة حالة الهلع ليأمروا عناصر الحراسة بفتح الباب، وظن عناصر الحراسة أن الإخوة من مسؤولي حماية المبنى وأكّد ذلك أنهم يلبسون نفس لباسهم، ففتح العناصر الباب لهم، فدخلوا وهم يرجون وعدَ الله تعالى :
( ادْخُلُواْ عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ وَعَلَى اللّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ )
فقتلوا من كان إزاءَهم وبدؤوا بعملة الإقتحام الرائعة .
أما عمليةُ الاقتحام فتُعيد إلى الأذهان صورةَ البراء بن مالك رضي الله عنه وهو يقتحم وحيداً إلا من سلاحه حديقة الموتِ على مُسيلمة الكذاب ومرتدّيه، إذ اقتحمَ هؤلاء الإخوةُ رحمهم الله وتقبلّهم وإخوانهم في الشهداء مبنى ”هيئة الأركان“ فسيطروا بفضل الله ومدده على الطابق الأول وقتلوا من فيه ثم حرقوه ثم فجروا السّيارة التي ركنوها عند الباب الرئيسي عن بعد، فاندلعت النيران تلتهم ُ الواجهة الأماميةَ للمبنى، وقد استمرَّ هذا الحريقُ إلى الساعة الرابعة عصراً بل بعد ذلك.

http://im21.gulfup.com/oY3z1.jpg


http://im30.gulfup.com/fU3I1.jpg


http://im30.gulfup.com/iGLs1.jpg

ثم ارتقوا الإخوةُ – رقّاهم الله في درجات الجنة –إلى الطبقة الثانية ليسيطروا على ذلك الطابق أيضاً فيقتلوا من فيه ثم يحرقوه، ثم تحصّنوا في أعلى طوابق المبنى بعد أن قتلوا وجرحوا من كان في المبنى ومن كان حوله من عناصر حمايته، وبدؤوا بصِّد هجومِ كبير من عصابات بشار، التي أتت مدداً ومساعدةً للمبنى، وقد استخدمت هذه العصابات مدافع الدوشكا وقذائف الآر بي جي والرشاشات والبندقيات الآلية، وقد استمرتْ هذه المعركة ما يزيدُ على ثلاثِ ساعات متواصلة، بين جموع وعتادٍ، وبين أربعةٍ ... نعم أربعة من مجاهدي جبهة النصرة، ولكن شتان شتان بين من يقاتلُ في سبيل الطاغوت ومن يقاتلُ في سبيل الله تعالى، ثم لا تنتهي معركتُه حتى يُسلمَ روحه إلى بارئها – تقبّلهم الله في الشهداء .

لقد كانت هذه العمليةُ معركةً بحقٍ، وكانت غزوةً عن صدق، أعادت إلى فكر الناس وعقلهم ما يستطيعُ أهلُ الإيمان أن يفعلوه، ولعلّ في هذه العملية وأمثالُها تحريضاً وتحريكاً للهممِ الغافية لتدرك القمم العالية .

ياأمّةَ الإسلام لا تبكي من الخذلان
فالعزُّ سُطِّر مجده بكتائب الإيمان
إذا أنزلتْ ذلَّ الهزيمة في عصبة الطغيان
وأنوفَهم قد مَرّغتْ في غزوة "الأركان"


http://im30.gulfup.com/ZG6a2.jpg

http://im30.gulfup.com/xhqA1.jpg



والله غالبٌ على أمره ولكنَّ أكثرَ الناس لايعلمون

جبهةُ النصرة لأهل الشام
من مجاهدي الشام في ساحات الجهاد
القسم الإعلامي
لاتنسونا من صالح دعائكم

والحمد لله ربّ العالمين


11 ذو القعدة 1433 - 27.9.2012


عندما دخلت دمشق ....رأيت في وجوههم الرعب




كانت الساعة السابعة إلا ربعاً عندما وصلنا إلى مشارف دمشق وكان منظراً مهيباً أن ترى هذه المدينة العظيمة تستيقظ مع ساعات الصباح الأولى.
ولكن ما عكر هذا المنظر هو صوت انفجار رهيب هز أركان المدينة من كافة أرجائها ، ولم نكن نعرف بالضبط مصدر هذا الانفجار الضخم ، تسارعت الخطوات باتجاه مقر إقامتنا ولكن الذي حدث ليس بالأمر السهل على ما يبدو ، فقد اختلفت حركة السير في جميع أرجاء دمشق وتم إغلاق كافة المحاور المؤدية إلى وسط المدينة ، وأشد ما لفتني في تلك اللحظة هو رؤية وجوه مؤيدي الظلم والعدوان ، فقد كانت وجوههم خائفة مكفهرة مسودة.
نعم لقد رأيت في وجوههم الرعب والخوف والفزع ، لقد رأيت في أعينهم رهبة شديدة وكأن يوم الحساب قد جاء ليحصد رؤوسهم ، وكأنهم قد استفاقوا من عهرهم وعربدتهم ، وكأن سكرات الموت المخيفة قد باغتت قلوبهم فأوهنتها.
لم أرى رجال أمن النظام وشبيحته وزبانيته خائفين كما رأيتهم اليوم ، بل كان أكثر من الخوف ، إنه الفزع الممزوج بالرهبة والمعطر برائحة الموت.
لأول مرة أعبر حاجز أمنياً أسدياً دون أن أشعر بالخوف ، لأول مرة أشعر بأنني كسرت جبروتهم وحقدهم وكراهيتهم.... لكل ما هو إنساني ، لأول مرة أشعر بأنهم قد أسقط ما بأيديهم ،  فهم كالأنعام بل أضل لا تجد راعيها ، لأول مرة في دمشق الفيحاء أشعر بأن زبانية الأسد باتوا يتخبطون ببعضهم كالثيران المفجوعة التي لا تعرف كيف وأين تتجه ، لقد شاهدت الأجهزة الأمنية مهرعة فزعة لمكان الانفجار ، تتخبط فيما بينها دون تنسيق أو قيادة ، تخالهم على قلب رجل واحد ولكنك عندما تمعن النظر فيهم تجدهم متنافرين متضادين فاقدي الثقة فيما بينهم ولا يعرفون عدوهم من صديقهم ، تخالهم كقطيع الغنم المذعور من انقضاض الذئب عليهم.
وفي الحقيقة إنه ليس الذئب من سيقضي عليهم وعلى أمثالهم ، إنه الحق الذي منه يخافون.
ولكنه " الآن حصحص الحق " وأن  " الله لا يهدي الخائنين " ، " فهل من مدكر " صدق الله العظيم.
لقد رأيت هذه النظرات من قبل ، نعم لقد رأيتها في وجه ملك ملوك أفريقيا ، في عيني طاغية ليبيا عندما أخرجه الثوار الأبطال من المجاريير فقال لهم والخوف يملئ قلبه " شو في !!!!!!!!!!!!!! خيركم خيركم أنا أبوكم " ، وكأنه استفاق فجأة من غفلة عميقة استدامت 42 عاما من الحقد والطغيان واستعباد للحرائر والأحرار.
نعم هي نفسها تللك النظرة ، التي سوف أراها قريبا على وجه طاغية الشام ، عندما يخرجه الثوار من جحره ، طريداً ذليلاً منكسراً ، وقد تخلت أذنابه عنه كي تسعى بجلدها ، وهو يناشد الثوار ويقول لهم : "  يا شباب طولوا بالكم ، والله أنا ما دخلني ، يا شباب ........" ، عندها سيجيبه الثوار بصفعة على رقبته ويصرخون في وجهه " خرااااس .... ما بدنا نسمع منك ولا حرف " ، هنا سيطرق رأسه صاغرا ً منكسراً راكعاً تكاد جبهته تطأطئ الأرض ، مستسلماً لمصيره المحتوم.
هنا برقت عيناي واستحضرت روحي جميع أرواح شهداء الحرية والكرامة ، استحضرت روح حمزة الخطيب وإبراهيم القاشوش وغياث مطر و كل أطفال ونساء ورجال سوريا الذين استشهدوا على يد هذا السفاح المجرم ،وهم ينظرون إليه وهو ينال عقابه المستحق في الدنيا قبل الآخرة على ما جنت يداه ، كي تستريح أرواحهم وأرواح أحبائهم من بعدهم.
وإني أرى أن هذا اليوم ما هو ببعيد ، فصبراً إخوتي على ألم نال منا عقودا طويلة وآن له أن ينتهي ، ولا بد للفجر أن ينجلي .

عاشت سوريا حرة أبية
السوري الثائر

الثلاثاء، 25 سبتمبر 2012

الحماية الدولية للنظام الصفيوني في سورية



الجميع كان يستهجن الحماية الدولية للاحتلال الصهيوني ضد المسائلة الدولية ويستنكر اصطفاف دولة مثل أمريكا يفترض أنها ديمقراطية وتنادي بالحريات مع نظام استعماري يرتكب جرائم حرب بحق شعب أعزل يقاوم الاحتلال منذ سبعة عقود ومازال بصدور عارية.
وكنا نعتقد حتى وقت قريب أن اسرائيل هي النظام الوحيد في العالم بعد زوال حكم جنوب افريقيا الذي كان يتمتع بتلك المزية ، حتى جاء حكم آل الأسد في سورية وارتكب الأسد الأب مجازر حرب الثمانينات في كل من حماة وحلب وادلب واللاذقية وريف دمشق وسائر سورية ، و كنت أعتقد أن حافظ الأسد استفاد من التعتيم الاعلامي وقتذاك على مجازره للتهرب من المحاسبة الدولية ؛ حتى جاءت الثورة السورية المباركة وافتضح أمر هذه العصابة الصفيونية، وشاهدنا بأم أعيننا كيف تتمتع بأعلى درجات الحصانة من المحاسبة والمسائلة الدولية؛ حتى أنها فاقت جميع النظم السابقة واللاحقة ، فلا يوجد في التاريخ نظام استبدادي ارتكب المجازر بالبشاعة التي ترتكب حاليا في سورية ، والتي تندرج تحت كل مسميات جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية و جرائم الابادة وتهديد السلم الاقليمي والدولي ، بما في ذلك كل أنواع الجرائم التي تخضع للمسائلة في المحاكم الدولية، والمدانة من قبل كل الشرائع السماوية والوضعية والقوانين الدولية والمحلية.
الجميع سمع تصريح الأخضر الابراهيمي في الأمم المتحدة أمس وتوصيفه للأزمة السورية حيث وصف الوضع في سوريا بانه "خطير جدا وينحدر من سيء الى اسوأ، وقد اصبح مصدر تهديد للمنطقة وللسلم والامن الدوليين. لقد وصل الوضع الى طريق مسدود".
 وقال:" إن هناك مأزقا حقيقيا"؛ وتحدث الإبراهيمي: عن "أن تعذيب السجناء في سوريا أصبح "أمرا معهودا"، وقال: "إن السوريين باتوا يخشون التوجه إلى المستشفيات التي يسيطر عليها النظام". وذكر: "أن 1.5 مليون شخص فروا من منازلهم، وأن البلاد تواجه نقصا حادا في المواد الغذائية".
فماذا يريد العالم أكثر من ذلك لكي يقبل رفع الحصانة عن هذا النظام المجرم و يباشر بتحويل المجرمين إلى المحاكم الدولية،  بالجرائم التي يرتكبونها على مرأى ومسمع العالم بأسره.
إن ما نقله الابراهيمي الى مجلس الأمن ليس سوى جزء بسيط من الحقيقة الماثلة على الأرض السورية . لأنه نسي أو فاته توصيف التهجير القصري للمدنيين على الهوية ولمناطق بعينها وطائفة بعينها ، أيضا نسي توصيف جرائم العقاب الجماعي وحرمان المدنيين من مقومات العيش البسيطة، حتى المواد الاغاثية التي تحاول المنظمات الدولية جاهدة ادخالها الى محتاجيها داخل الأراضي السورية لا تصل ولا يسمح لتلك المنظمات من ايصالها ، ناهيك عن براميل الموت المتنقل والتي يقصف بها المدنيين وخاصة التجمعات السكانية، والمخابز، ومحطات الوقود؛ عند تجمع المواطنين للحصول على أسباب معيشتهم منها، ولا ننسى ذبح الآمنين من أطفال ونساء وكبار في بيوتهم ، وأخيرا يظهر علينا بطريقة جديدة لسرقة وحرق وهدم البيوت والمعابد من مساجد وكنائس ، واهانة للمعتقدات والأديان والرموز الدينية، وخطف المدنيين ؛ فعدد المفقودين في سورية بلغ ثلاثة اضعاف عدد القتلى المصرح بهم، وهؤلاء نعلم حسب تجربتنا السابقة مع النظام الصفيوني أن ما يزيد عن سبعة عشر ألف مفقود في مدينة حماه وحدها منذ عام 1982م لم يعودوا حتى الآن.
ورغم كل ذلك نجد أن أطياف من الذين يدعون المعارضة تسارع إلى عقد مؤتمرها في دمشق لتهب النظام الصفيوني ورقة رابحة يلعب بها في مجلس الأمن ليدعي أن هناك مؤتمرات للمعارضة تعقد في دمشق ، وأن المعارضة الخارجية هي من يرفض الحوار ويطلب من مجلس الأمن الضغط على تلك المعارضة لقبول الحوار معه، وينادي بإدراج الدول الداعمة للشعب السوري تحت ما يسمى الدول الراعية للإرهاب.
فأي عهر بعد هذا ، ونحن نرى المجرم يطالب بمحاسبة الضحية لأنها استسلمت لقاتلها وجعلت منه مجرم حرب .
نعم اليوم أدركنا أن المجتمع الدولي يكيل بمكيالين لكن ليس بين العرب واسرائيل فقط، وإنما بين الشعوب وحكامها المستبدين ، فالحصانة كل الحصانة لهؤلاء القتلة على ما يقدموه من خدمة جليلة لأعداء الشعوب .
إن الجريمة الكبرى ليست في الحصانة التي تمنح لهؤلاء المجرمين فقط ، وانما في سرقة القيم الانسانية التي يعتاش عليها العالم في هذه المعمورة . و في سرقة المعاني النبيلة من مخيلة البشر، وفي تحويل المجتمع الدولي إلى شريعة غاب: القوي هو الذي يمتلك الحق مهما كان الثمن المدفوع .
إن التدافع بين الخير المطلق والشر المطلق يتجلى بأنصع صوره في الثورة السورية العظيمة، وإنني أعتقد كما يعتقد الابراهيمي " أننا سنجد مخرجا في المستقبل القريب" لكن ليس على حساب القيم والمعاني الانسانية الجميلة ، وليس تنفيذا لإرادات القوى التي تتحكم في مصائر الشعوب ،  وانما تنفيذا لسنة الله في أرضه بأنه لن يغلب عُسرٌ يُسرين.
الدكتور حسان الحموي

السبت، 22 سبتمبر 2012

الدور الايراني في سوريا ومحاولة تصفير المعادلة د. حسان الحموي



منذ بداية الثورة وحتى وقت قريب كانت جميع الأطراف تتجاهل الدور الايراني في كبح جماح الثورة السورية ، سواء أكان ذلك بالتدخل المباشر في قمع الثورة أو من خلال دعم عصابات الأسد بالمدربين والمستشارين الإيرانيين أو من خلال تقديم  السلاح و معدات مكافحة الشغب؛ أو الدعم المالي و الاقتصادي والسياسي وهذا كله ليس خافيا على أحد  ، إضافة إلى المساعدة الاستخباراتية المتمثلة في الأجهزة المتطورة للمراقبة تسمح لعصابات بشار ملاحقة مستخدمي شبكتي فيسبوك وتويتر.
لكن كل ذلك كان بالخفاء وغير معلن حتى أتى الاعتراف الأخير للجعفري وتصريحه بأن هناك قوات من فيلق القدس متواجدة في سورية ولبنان ليكشف الحقيقة التي كانت متناقلة منذ بداية الثورة أن ايران أرسلت قوات خاصة تسمى قوات «معسكر عمار» التي تخضع لسيطرة أمن الحرس الثوري لتستقر هذه القوات في ضواحي دمشق وحلب، وقد تسربت بعض الوثائق من الأجهزة الأمنية حولها حينذاك ، أيضا ذكرت أن هناك مدربين عسكريين يقومون بتدريب السوريين على التقنيات التي كانت تستخدمها حكومة طهران ضد معارضتها المسماة بـ «الحركة الخضراء» .
لكن السؤال الكبير هو لماذا وقفت ايران مع الأسد وعصابته ولم تقف مع الشعب السوري الممانع والمقاوم ؟.
ولماذا اتخذت ايران موقفا مغايرا من الثورة السورية على عكس ما أعلنته من ثورات الربيع العربي كافة ؟.
وما هو الرابط المشترك بينها وبين عصابات الأسد واسرائيل و روسيا والصين والغرب في هذه المسألة وهي التي ما فتئت تذكر العالم بالقدس والكيان الصهيوني والاستكبار الغربي ومعاداة اسرائيل ؟!.
من خلال نظرة تاريخية قريبة نجد أن ايران ساعدت أمريكا في القضاء على نظام صدام حسين، وساعدتها أيضا في غزو افغانستان على الرغم من عدائها الظاهري للكيان الصهيوني و خلافهم حول برنامجها النووي ، وكلنا يتذكر فضيحة صفقات الأسلحة الاسرائيلية لايران في حربها مع صدام حسين في الثمانينات.
و بقراءة بسيطة للواقع نجد أن الرابط المشترك بين الجميع هو العداء للشعب السوري الممانع و المقاوم الحقيقي للكيان الصهيوني وللاستكبار الغربي ، لذلك نجد أن ايران تحاول في كل فترة تصفير المعادلة من خلال ادخال متغيرات جديدة كما هو الحال اليوم في المبادرة الرباعية التي اقترحها الرئيس مرسي والتي تسعى ايران من خلالها الى ضم روسيا والعراق ، واعادة المراقبين من تلك الدول الى سوريا لتبدأ عملية مراوغة سياسية من جديد .
و نراها اليوم لا تكتفي بالأدوار السابقة بل تدخل بكل ما تملك للعب دور سياسي فاعل لمساندة حليفها التقليدي في قمع النواصب، لأن الدور الإعلامي واللوجستي لم يعد يكفي .
بالأمس رئيس الأركان الإيراني حسن فيروز آبادي أعلن أن "الحرب الجارية في سوريا هي حرب بلاده"،  واليوم الخامنئي يأمر ، "الحرس الثوري وجميع الوحدات التابعة له، بوقف جميع نشاطاته في أنحاء العالم والتركيز على دول الجوار والمنطقة"..
لأنهم يدركون أن الأزمة في سورية هي ثورة، وهذا جاء على لسان علي أكبر هاشمي رفسنجاني، أحد كبار السياسيين الإيرانيين ، حيث وصف ما يحدث في سوريا بأنه حركة شعب مقاوم وأن الوعي الشعبي في المنطقة لن يرحم حكامها
فبعد أن أطلقت الإدارة الأمريكية العنان لإيران للتدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية لتحقيق المصالح المشتركة للطرفين بغية الهيمنة على مقدرات وثروات تلك الشعوب وتأمين أمن إسرائيل ، وتأجيج التناحر بين الدويلات والطوائف والقوميات والعرقيات و الإثنيّات ، مع دعم للتيارات الأصولية، لذلك نرى ايران تسارع اليوم لإيقاظ خلاياها النائمة في هذه الدول و خاصة دول الخليج العربي، للدفاع عن ما يسمى ب(الهلال الشيعي)، وحماية المد الصفوي و خاصة في البحرين و اليمن وسورية ، لذلك نراهم اليوم يعلنون صراحة وقوفهم مع الطاغية بشار الأسد و يجهدون في تسيير رحلات يومية لطائرات إيرانية محملة بالأسلحة والعتاد والصواريخ وألوية الحرس الثوري وفيلق القدس الى سورية؛ لقمع ثورة الشعب السوري، إضافة الى الإيعاز لحزب اللات اللبناني بالمشاركة معه في هذه المعركة لإنقاذ الطاغية المتهاوي هناك و الذي أصبح قاب قوسين أو أدنى من السقوط الحتمي .
إذن المعركة أصبحت واضحة الأطراف والأهداف على الأرض  السورية ( فايران في محاولتها تصفير المعادلة تسعى لتزود العصابة الأسدية بالجيش والصواريخ والعتاد والإعلام والميليشيات الموالية لها) ، إضافة إلى تبادل أدوار قذرة مع الغرب لإضعاف المقاومة ، فيما تلعب القوى الغربية دورا آخر لا يقل خطورة منه ، هذه المعادلة القذرة جعلت سورية تغرق في بحر من الدماء تراق ثمن للحرية والديمقراطية .
 ودور ايران السياسي اليوم هدفه منع الشعب السوري من أخذ دوره الوطني في تقرير مصيره بيده وبدماء أبنائه الزكية ، والدور الغربي و الأمريكي – الإيراني في سورية هو لإشعال الحرب الأهلية هناك كما أشعلوها في العراق، وأحيلكم الى تصريحات الأمين العام للجامعة العربية بالأمس للفنانين المضربين عن الطعام؛ عندما قال أن "الدول القادرة على فرض الحظر الجوي غير راغبة في ذلك ، وأن الدول العربية لا تريد التدخل"، واليوم يسمح لعصابات الأسد باستخدام كل أنواع الأسلحة المحرمة دوليا والطائرات والصواريخ والمدفعية الثقيلة ، بغية تدمير المدن السورية بأكملها ، وقتل وتهجير أبنائها .
ايران اليوم تسعى لحماية مشروعها الصفوي ، من خلال تصفير معادلة المصالح المتضادة مع الغرب و روسيا والصين ، وتغليف كل ذلك بتهديدات جوفاء لا قيمة لها من ايران و إسرائيل لضرب المفاعلات النووية الإيرانية وتدمير برنامجها النووي العسكري ، أو بمسح اسرائيل من الوجود وضرب المصالح الغربية في الخليج العربي ، هذه التهديدات المتبادلة مضى عليها أكثر من سنة دون أن تنفذ ،على الرغم من الحشود العسكرية الأمريكية والبوارج الحربية والغواصات وارتال الجنود التي ملأت مياه الخليج العربي ضجيجا وجعجعة واستفزازات فارغة، دون أن نشهد عملا عسكريا ، وذلك لأن ايران تشتري الوقت من خلال لعب الدور المطلوب غربيا في سورية ، فالدور الإيراني في سورية له وجهان هما ، حماية مشروع المد الصفوي من جهة واستبعاد الضربة الأمريكية – الإسرائيلية الوهمية المحتملة لها بسبب برنامجها النووي العسكري من خلال تنفيذ الاستراتيجيات الغربية المطلوبة في سورية بالنيابة،
فالثورة السورية كشفت العلاقة المشبوهة بين العصابة الأسدية والحركة الصفوية التوسعية الايرانية، وكشفت مستوى الحقد الصفوي على الشعب السوري، و أن الدعم اللامتناهي من قبل ايران ما هو الا جزء من المخطط الصفوي القديم، و سوريا تشكل المعادلة الصعبة فيه. فبالأمس الصهيونية استغلت اليهودية لتنفيذ برنامجها التوسعي الذي يخصها و كذلك الحركة الصفوية اليوم  تستغل حركة التشيع في البلاد الاسلامية لنفيذ برنامجها السياسي التوسعي .
لكن كل ذلك لا يغير الحقائق وانما يؤخر تحقيق النتائج فقط ، فمهما طال الزمن الشعب السورية سوف يحقق حريته ويقضي على عصابات الأسد، ويفشل كل المخططات الصفوية والغربية للمنطقة، ولن تجني تلك الدول إلا الخيبة والذل والعار.
الدكتور حسان الحموي

الجمعة، 21 سبتمبر 2012

الانتخابات الأمريكية والثورة السورية




بنت قوى المعارضة السياسية السورية الكثير من الآمال على موقف غربي جاد وفاعل في دعم الثورة السورية، ولكن مجرى الأحداث أظهر جلياً وبعد ثمانية عشر شهراً أن الآمال والتمنيات لا تصنع الأمجاد.
سقطت الأقنعة عن من يدعي الديمقراطية والنزاهة وحماية حقوق الإنسان ، وبات الغرب اليوم مكشوفاً أكثر من أي وقت مضى أمام العالم أجمع ،ولم يعد مجدياً البتة التغطي والتلطي بالعبارات الطنانة والرنانة التي تدعي رياءً وصلافةً الوقوف بصف الشعوب وحقوقها في الحرية وتقرير شكل الحكم الذي تريده.
هذه الحقائق معلومة لدى بعض النخب، لكنها أصبحت حقيقية جليةً لدى الجميع ،ولن يستطيع الغرب اليوم أن يخدع حتى طفلاً سورياً بترهاته.
ولا يخفى على أحد بأن الولايات المتحدة الأمريكية باتت تمثل القوة العظمى الأبرز في عالم اليوم ، وبأنها تعمل جاهدة ًمن أجل الحفاظ على هذه المكانة من خلال السيطرة على مناطق النفوذ ومناطق تواجد الموارد الطبيعية ومنابع النفط وذلك من خلال إنشاء تحالف مع السياسيين والحكام في تلك المناطق ، كذلك لا يخفى على أحد أن زرع الكيان الصهيوني في منطقة الشرق الأوسط يؤمن لها الحفاظ على تحالفاتها وبالتالي سيطرتها على موارد تلك المنطقة.
ولكن لماذا لم تتدخل الولايات المتحدة الأمريكية حتى الآن للقضاء على أحد أعضاء محور الشر والذي يشكل الحلقة الوسطى فيه مما يشكل إغراء لفرط عقد هذا المحور  " الشرير " بنظرهم  وتحطيم هذا النظام " الممانع " لسياسات الولايات المتحدة الأمريكية في المنطقة ؟
الجواب على هذا التساؤل المشروع يكمن في ثلاث نقاط :
-         إن هذا النظام  " الممانع " هو عبارة عن حشرة مزعجة لا غير ولكنها مفيدة لأنها تقتات على البكتريا والفطور الضارة التي ممكن أن تكون أكثر خطرا وممانعة لسياسات الولايات المتحدة في المنطقة ، ولذلك لم ترفع في السابق شعار تحطيم وإنهاء هذا النظام ، بل كانت تنادي  "بتغيير سلوك النظام " لكي يصبح أكثر انبطاحاً وليونة  ، أسوةً بجيرانه وزملائه .
-         إن التدخل لإنهاء الأزمة السورية بسرعة يعني بالضرورة خروج السوريين معافيين من جميع النواحي : الاقتصادية ، والاجتماعية ، والسياسية ، والحفاظ على النسيج الاجتماعي الوطني ، والحفاظ على بنى الدولة وأجهزتها ....الخ ، وهذا يعني بأن سوريا سوف تتعافى بسرعة وتصبح أقوى مما كانت عليه ، وهو أمر غير سار نهائياً لربيبتها المزروعة في أرض تلفظها يوماً بعد يوم.
-         النقطة الثالثة تتمثل بإعادة رسم السياسات الخارجية في منطقة الشرق الأوسط بعد الزلزال المفاجئ لجميع القوى السياسية الفاعلة في العالم المعاصر ، وهذا الزلزال يتمثل بالربيع العربي الذي بات يهدد  مصالح تلك القوى بشكل أو بآخر  ولم يعد من المقبول اليوم السماح لهذا الربيع بالتقدم أكثر من ذلك لأنه بات يقترب شيئا فشيئا من خطوط حمراء تهدد مصالح تلك القوى ومن بينها الولايات المتحدة الأمريكية.
وهنا يبرز الاختلاف في طريقة رسم هذه السياسات بين الحزب الجمهوري الذي يمثله اليوم السيناتور ميت رومني والحزب الديمقراطي الذي يمثله الرئيس الامريكي الحالي بارك أوباما.
إن كلا الحزبين متفقين في الخطوط العريضة العامة للسياسة الخارجية الأمريكية ، ولكنهما يختلفان بالأسلوب .
لذلك علينا معرفة أسلوب كلا المرشحين في قيادة الملفات الخارجية ورسم السياسات الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية، وهذا يمكن تحديده من خلال ممارسات الإدارة الأمريكية الحالية ، أيضاً من خلال تصريحات المرشح الجمهوري وسياسات حزبه السابقة تجاه الملفات الخارجية.
-         لقد بنى الرئيس بارك أوباما المرشح الديمقراطي ، سياسات بلاده الخارجية على أساس مبدأ " القيادة من الخلف " وقد تعاطى بهذه السياسية مع الكثير من الملفات في منطقة الشرق الأوسط ومنها الثورة الليبية ، وقد يختلف الكثير من المحللين في تقييم نتائج ونجاعة هذه السياسة في تقوية مركز الولايات المتحدة الأمريكية وتعزيز مكانتها في العالم.
-         تقوم سياسة المرشح الجمهوري السيناتور ميت رومني على المجابهة والمواجهة مع استحقاقات الملفات الخارجية التي تواجه بلاده ، وقد أطلق أكثر من تصريح من خلال حملته الانتخابية يفيد بذلك ، وانتقد سياسة خصمه الخارجية والتي تخص قضايا منطقة الشرق الأوسط وقضية التعامل مع الخصم الروسي والصيني والتنافس على موارد العالم ، ولا يخفى على أحد بأن تاريخ الحزب الجمهوري حافل بمثل هذه المواجهات ، ولا ننسى حربي الخليج في القرن الماضي والحالي بقيادة الجمهوريين.
وعليه فإن سياسة أوباما في المنطقة تتجنب التدخل المباشر وتفضل القيادة من الخلف من أجل التقليل من أية خسائر سياسية أو اقتصادية قد تنجم عن التدخل المباشر ، حيث تضع نصب أعينها مثال العراق الذي أدى إلى نتائج سلبية جداً بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية على الصعيدين الاقتصادي والسياسي.
ولكن أي المرشحين يمكن أن يكون له دور مستقبلي في التأثير على مجريات الأحداث في سوريا ، وأي المرشحين سيشكل فوزه مصلحة مباشرة لسوريا المستقبل ؟
إن الثورة السورية الآن ليست بحاجة للتدخل العسكري الخارجي المباشر ، بل هي بحاجة لدعم عسكري نوعي وغطاء جوي يؤمن السيطرة والتقدم وتحقيق النقاط على الأرض مع القدرة على الحفاظ على المكتسبات الميدانية.
وهذا ما تخطط له السياسة الخارجية الأمريكية الحالية ، وما ستقوم به عند إحراز النصر في الانتخابات الرئاسية القادمة.
ولكن الثورة السورية مستمرة سواء بدعم أو بغيره لأنها معتمدة على الله وعلى إمكانياتها الذاتية ، وهذا ما أثبتته الأيام الماضية وما ستثبته الانتصارات القادمة بإذن الله.

عاشت سوريا حرة أبية
السوري الثائر

الأحد، 16 سبتمبر 2012

الثورة السورية ما بين الفلم المسيء والواقع المسيء د. حسان الحموي



من المفارقات المبكية المضحكة أنه بذات اللحظة التي صعد المسلمون من صرختهم ضد اهانة أشرف الخلق محمد صلى الله عليه وسلم باعتباره رمز الاسلام والمسلمين، نرى أزلام بشار تحاول ركوب الموجة لتصطاد في الماء العكر ، ولتعلن للعالم أنها هي ايضا ضد الفلم المسيء ، ولكنها نسيت الواقع المسيء التي انغمست فيه حتى أخمص قدميها .
طبعا ردة الفعل العنيفة في الكثير من البلدان كانت موجهة للدولة التي احتضنت منتجي ومروجي ومخرجي وممثلي الفلم والذين احتموا بالقيم الأمريكية التي تنادي بالحرية في كل شيء ما عدا العداء للسامية؛ ضمن معايير مزدوجة درجت عليها تلك الحضارات للدفاع عن الصهيونية في مواجهتها للإسلام والمسلمين والعرب سواء في وطنيّتهم أو معتقداتهم .
لذلك كانت الغضبة عارمة من العرب والمسلمين وأسبابها تمثلت بداية في طريقة تناول الغرب للقضايا المناهضة للعرب والمسلمين ، فكل ما يسيء للعرب والمسلمين مسموح من باب الحريات ويدخل في صلب القيم الغربية ، وكل ما يسيء للصهيونية فهو ممنوع من باب معاداة السامية .
أيضا التوقيت الذي اختير بعناية فائقة للتذكير بأحداث سبتمبر عند الأمريكيين لكي لا ينسى الشعب الأمريكي أن عدوه هو العرب والمسلمين وبالتالي كان القصد من عرض الفلم هو إثارة الاحتجاجات بهذه الصورة كي يبلغ العنف مدى يثير معه انتباه عامة الغرب إلى الخطر الذي مازال كامنا عند العرب والمسلمين ضدهم؛ حتى بعد ثورات الربيع التي منحتهم جرعة ديمقراطية شكلية؛ وأبقت على نظام الاستبداد الذي ما زال يبطش بالشعب بذات اليد وبنفس الاسلوب الذي تعودوا عليه.
أيضا الغاية الأخرى هو تخويف المتحمسين الجدد لدول الربيع العربي أو الذين يندفعون لتحقيق أو دعم حرية شعوب تلك الدول بأن القادم سوف يشكل خطر على مجتمعاتهم لأن تلك الشعوب لا تزال تحمل العداء للغرب والسامية .
لذا فإن منتجي الفلم المسيء لم يكونوا مكترثين بالقيمة الفنية أو الهدف أو المحتوى أو الاخراج أو إضافة اية قيمة معنوية للفيلم، وإنما كان همهم الأكبر طريقة الاهانة التي يحملها في طياته، وبالتالي هم يعملون على إثارة الضجة الاعلامية من خلال الماكينة الاعلامية التي يملكونها ، و يبقى على المجتمع البسيط أو الموجه أن يستجيب للتحريض ويقوم ببعض الأعمال التي تحقق في النهاية الهدف الحقيقي من هذه الأعمال.
وطبعا عامة المسلمين لا تملك إلا ردة الفعلية العفوية تجاه مثل تلك الاساءات، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم هو رمز وشعار وغاية كل مسلم محب ، لكن المشكلة ليست في ردة الفعل وإنما في الوعي الحقيقي للمسألة وإدراك الخطر الحقيقي على الاسلام والمتمثل بالأدوات الصهيونية التي تعيث بالمسلمين ومعتقداتهم و رموزهم فسادا دون أن يكون هناك دعاية بالمستوى المطلوب ، وبالتالي لا نرى ردة الفعل ذاتها على الانتهاكات التي تصيب مقدسات المسلمين من تلك الأدوات ، فبنظرة واقعية بسيطة نجد أن ما تفعله عصابات الأسد أخطر بكثير من فلم مسيء ، إنه واقع مسيء للمسلمين والاسلام ورموز الاسلام ومقدرات الاسلام بداية من قتل المسلمين والتنكيل بهم ونهاية بهدم دور العبادة والاستهزاء بها وحرق المصاحف؛ مرورا بارتكاب جميع المحرمات التي يأبى الاسلام والمسلمون الحقيقيون أن يقبلوا بها، ويعينهم على ذلك ملالي ايران الذي أفرغوا دور العبادة من محتواها وحولوها الى لطميات ويريدون تعميم تجربتهم على بلاد المسلمين.
 وباعتبار أن هذه المناسبة تشكل فرصة لتجديد الشعارات الزائفة التي كانوا يبيعونها للناس مقابل الولاء والبراء لذلك وجدنا زعيم حزب اللات يحرض اتباعه على ركوب موجة الاحتجاجات في محاولة يائسة لاستعادة ما خسره من شعبية نتيجة وقوفه بجانب طاغية الشام .
إن الخطر الحقيقي على الاسلام ليس من فلم مسيء لا معنى له ، وإنما من واقع مسيء ينشأ داخل بلاد المسلمين ، ومن فقدان البوصلة الحقيقية عند العامة نحو هذا الخطر، ومن استجابة الخاصة لعواطف العامة والسير بعيدا خلف أهداف مشبوهة تُرسم لهم من بعيد.
فالمسلم الحقيقي هو الذي يملك الفعل الايجابي ضد كل ما هو معادي للإسلام بدون أجندات مسبقة تشوه المعنى الحقيقي لهذه الغضبة الشريفة ظاهرا والبغيضة باطنا لدى من يستغلها بنذالة منقطعة النظير.  
فلنشاهد هذا التقرير ولنحكم بأنفسنا:
https://www.youtube.com/watch?v=8Misb_Q7_1c&feature=player_embedded#!

الدكتور حسان الحموي

أنا لست مؤيداً للنظام




كلمة نسمعها لدى بعض من يريد أن ينفي عنه وزر ما ترتكبه آلة القتل والتدمير الهمجية من مجازر بحق شعب صدح بالحرية وطالب بالكرامة والعزة والعنفوان.
أنا لست مؤيداً للنظام ، عبارة باردة تحمل في طياتها تلبد في المشاعر وانعتاق من الإنسانية وتجمد أطراف الروح ، عبارة خاوية كأعجاز نخل ،تعجب بها واقفة  ، ولكنها ما تلبث أن تنهار على وقع دمعة أم ثكلى ، أو طفل ينزف  ، أو شهيد مجلل بالأقحوان.
أنا لست مؤيداً للنظام ، ولكنني أرضى بالذل والهوان .
أنا لست مؤيداً للنظام ، ولكنني أستظل بجدار الخوف والحرمان .
أنا لست مؤيداً للنظام ، ولكنني أخاف الانعتاق من نير السلطان .
أنا لست مؤيداً للنظام ، لا تهمني كرامتي .....لا تهمني حريتي ولا أعرف معنى المواطنة لأنها ليست موجودة في دفاتري  ، ولم أمارسها في حياتي ،ولا أريدها لأطفالي ولا حتى للجيران .
أنا لست مؤيداً للنظام ، أريد فقط أن أجد قوت يومي وأن أنام خارج القضبان .....ولو على نعل كلب من حاشية السلطان.
أنا لست مؤيداً للنظام ، افهموني !!!!!..... أريد الأمن والأمان ......ولو بخوف .....ولو بجوع ........ولو كانت ضريبته النسيان.
أنا لست مؤيداً للنظام ، تعودت الذل ، تعودت العبودية ، تعودت القهر ، تعودت الظلم ، تعودت أن لا أكون إنسان.
أنا لست مؤيداً للنظام ، لا تلوموني لا أطيق العيش دون جلادي ، فالعبد ممنوع عليه العصيان.
أنا لست مؤيداً للنظام ، لا استطيع أن أعبر عن رأيي لأنني بصراحة ....جبان.
أنا لست مؤيداً للنظام ، ولست شبيحاً(1) أو منحبكجحشياً (2) ولست محسوباً على الشجعان.

أنا لست مؤيداً للنظام ، عبارة تقال يومياً من أشخاص هم أسوء أخلاقياً ونفسياً من القتلة أنفسهم ، لأن ذلهم وانكسارهم بات يستخدم ضد الأحرار الذين اختاروا طريق الانعتاق من الاستبداد ، طريق من يتطلعون لسوريا حرة مدنية ديمقراطية تعددية تحفظ حقوق الإنسان.

عاشت سوريا حرة أبية
السوري الثائر

(1) شبيح : كلمة معناها المرتزقة المأجورين المسلحين التابعين لآلة القتل الممنهج ،وتعتبر جزء أساسي من مكونات العصابات الأسدية.
(2) كلمة ظهرت في قاموس الثورة السورية وهي عبارة عن دمج كلمتين " منحبك " التي ظهرت في أغنية أطلقتها شركة سيرياتل لتعبيرها عن تأييد الجحش الأكبر ....بشار الوحش ،ومن هنا جاءت الكلمة الثانية " جحش "  فتم دمج الكلمتين لتظهر كلمة منحبكجحشية وهي تقال لمؤيدي النظام، وهم ليسوا أقل سوءاً من الشبيحة.