الثلاثاء، 5 يونيو 2012


المسجد الذي أصلي الفجر فيه، وحفلة مادونا
دخلت اليوم الاثنين 4 يونيو (حزيران) 2012 مكتبي صباحاً وكالعادة أسرعت نحو الفيس بوك لقراءة أخبار سوريا عموماً ومدينتي دوما خصوصاً، فمساء أمس كان شهداء دوما قد بلغوا ثمانية وعندما قرأت الأخبار على صفحات الثورة السورية على الفيس بوك وجدت أن العدد وصل في مدينة دوما وحدها إلى 12 شهيد، على رأسهم الشهيد الدكتور عدنان وهبي نسأل الله له ولهم الرحمة والمغفرة وجنة عرضها السماوات والأرض، ثم أخذت أتجول في الفيديوهات المنشورة على اليوتيوب لأجد فيديو يوضح قصف لمسجد أنس بن مالك وهذا المسجد مجاور لبيتي يوم كنت في دوما منذ حوالي العامين وكنت أصلي به الصبح، وآلمني منظر القصف والتدمير الذي لحق بالمسجد ولكن ما آلمني أكثر صوت الشاب الذي يصور حيث كان يقول: (( أين أنتم يا عرب ..؟؟ أين أنتم يا مسلمون ..؟؟ ... ألا لعنة الله علينا إن ناشدناكم يا مسلمين بعد اليوم .... ألا لعنة الله علينا إن ناشدناكم يا مسلمين بعد اليوم ....)) آلمتني هذه العبارة كثيراً، هل فعلاً أصبح حالنا نحن المسلمون هكذا...
...............فيديو قصف مسجد أنس بن مالك في دوما...............



تركت الفيس بوك واتجهت نحو الياهو لمطالعة بريدي الالكتروني، وما أن فتحت موقع الياهو حتى تفاجأت على صفحتهم الرئيسية بخبر بالخط العريض يقول : مادونا تصدم الجمهور العربي بحفلها الأول في أبو ظبي، ومن خلال قراءة الخبر وجدت النقاط الستة التالية:
1.  إن مادونا جاءت إلى أبو ظبي مباشرة من تل أبيب حيث أحيت حفلتها الأولى في الشرق الأوسط في تل أبيب والثانية في أبو ظبي، أي أننا نستطيع القول أن اليهود لهم الأولوية عندها ثم يأتي العرب والمسلمين درجة ثانية.
2.  خلال الحفلة وعندما خف تجاوب الجمهور معها نادت مادونا جمهورها بـ ((أولاد العاهرة)) وكانت ردة الفعل الغريبة من الجمهور أن تجاوب معها بصورة كبيرة ودب الحماس فيهم ليعاودوا الرقص مجدداً على أنغام أغانيها، السؤال لو قام الشعب سوريا الذي يذبح يومياً مناداة أخوانه العرب بـ ((أولاد العاهرة)) هل ستكون ردة فعلهم معه مثل ردة فعلهم مع مادونا فيتجاوبون بدعمه بالمال والسلاح.
3.  إن عدد الحاضرين لحفل مادونا بلغ 25 ألف مشاهد وسعر التذكرة وسطيا 400 درهم أي أن قيمة تذاكر الحفل
4.  وحدها بدون أي إعلانات أو أشياء أخرى بلغت 10 مليون درهم إمارتي بالتمام والكمال، بينما كان من الممكن حماية مسجد أنس بن مالك بصاروخ مضاد للدروع لا يتجاوز ثمنه مع عدة قذائف منه 4 آلاف درهم.
5.  تقيم إمارة دبي معرض لمقتنيات مادونا ترحيباً بها، يضم أهم مقتنياتها، بنفس الوقت تقوم دولة الإمارات بطرد عشرات السوريين بحجة أنهم من جماعة الأخوان المسلمين، كما تمنع المئات من السوريين المقيمين على أراضيها من استقدام عائلاتهم كزوار لدواعي أمنية.
6.  عندما كانت مادونا في حفلتها الأولى في إسرائيل توقفت في منتصف الحفل لتقول: إذا وُجد سلام في الشرق الأوسط، فسيكون هناك سلام في العالم كله، وبالطبع السلام الذي عنته هو سلام يخدم إسرائيل وليس سلام يخدم اليهود، بينما عندما كانت في حفلة أبو ظبي توقفت في منتصف الحفلة لتخاطب الجمهور بـ ((أولاد العاهرة)) والتعليق لكم ....
الآن فقط عرفت الإجابة عن سؤال أخي في دوما مصور مسجد أنس بن مالك المقصوف: ((أين أنتم يا عرب !؟... أين أنتم يا مسلمون ...!؟))، وعرفت الآن أين هم العرب وما الذي يشغلهم ويملئ حياتهم.
في الختام نتذكر أن بشار وعصابته يتلقون الدعم من إيران وشيعة العراق وروسيا والصين، وهذا الدعم لا يقتصر على المال والسلاح بل الرجال المدربين الأشداء، بينما نستجدي نحن في الداخل السوري من أخوتنا العرب المسلمين بعض المال والسلاح النوعي دون فائدة ودون أن يلبينا أحد، فهل أصبحنا بحاجة لاستخدام لغة تلك الراقصة الساقطة لبث الحماس في نفوس أخوتنا العرب ؟؟
الحرية لسوريا

ليست هناك تعليقات: