الاثنين، 29 أكتوبر 2012

لماذا يكذب الابراهيمي؟



 قبل العيد وبعد اجتماع حميم مع الطاغية خرج الابراهيمي بمبادرة لم يسبقه عليها ولن يخلفه فيها أحد من عباقرة السياسة الدوليين على هذه البسيطة ، و المضحك في هذه المبادرة أنه ترك الطرفان يُقدِمان طوعا على تنفيذ هذه المبادرة ؛ وسلّط عليهما وازع من ضميرهما ، في حين طلب من الضمير العربي والدولي الاسترخاء بعيدا عن أعين الضحايا من الأطفال والنساء والشيوخ ، و لا ندري على من كان يكذب الابراهيمي ؟ أكان يكذب على نفسه ليقنع نفسه بأنه يؤدي عملا مفيدا في هذه المرحلة !. أم كان يكذب على العالم ليقنعه بأن الأطراف لا يرغبون بفرض هدنة عليهم وأنهم سوف يذهبون طواعية لهذه الهدنة حباً بالإبراهيمي وطلته البهية . أم أنه كان يكذب على الشعب السوري المسكين ليبيعه أملا كاذبا بسلام الذئب مع فريسته ليلى. 
و طبعا هذه ليست كذبته الوحيدة و انما اتبعها بكذبة أخرى أكبر وأخس حين وصف ما يجري في سوريا " بالحرب الأهلية", لأنه يعلم علم اليقين أن من يقتل الشعب السوري هو الأسد و عصبته ذات الطابع السياسي من جميع الطوائف والملل والمذاهب ، و أن الضحية هي من جانب واحد هو الشعب السوري الأعزل والمدني ، فالأطفال والنساء لا تملك الطائرات والقاذفات والمدافع كي تعتدي على جيش عرمرم يملك ترسانة هي الأكبر على مستوى المنطقة العربية باستثناء حبيبته اسرائيل .
وبلغ كذبه خسة منقطعة النظير حين أبدى -خلال مؤتمره الصحفي المشترك في موسكو مع لافروف- " أسفه  لانهيار الهدنة التي دعا الحكومة والمعارضة السوريتين إلى التقيد بها في عطلة عيد الأضحى". لأنه ليس من البلاهة كي يتوقع نجاحها وهو يعلم أنه لا يوجد أي ضامن لالتزام العصابات الاسدية بوقف العنف ضد الشعب الثائر.
وبلغ كذبه درجة من الوقاحة عندما رفض اتهام الحكومة أو المعارضة بخرق الهدنة, معتبرا أن ما يجري في سوريا حرب أهلية.
لأن هدفه الحقيقي وراء الهدنة ليس ايقاف القتل والاعتداء من قبل الطاغية على الشعب، وانما تشريع القتل بعد الهدنة؛ وتثبيت شرعية جديدة يتم تسويقها للعالم بوجود طرفي نزاع ذات صفة أهلية، وبالتالي ينفي صفة العدوان من قبل الطاغية على شعبة ، وينفي صفة الاعتداء الدولي من قبل شركاء الطاغية على الشعب السوري سواء من قبل روسيا أو ايران كدول ؛ أو من قبل عصابات حزب اللات و ميليشيات المهدي و مرتزقة كوريا .
أما العبارة الوحيدة التي كان صادقا فيها هو تشديده على أنه "لا وجود لخطط لإرسال قوة لحفظ السلام"، لأنه يعلم قبل استلامه لمهمته ؛ أن العالم جله يقف مع الطاغية؛ وليس لديه أي استعداد لإنقاذ الشعب السوري ، وأن العالم يستعد حاليا من خلال " خطة طوارئ لوقت الحاجة"، ليضمن سلامة اسرائيل في حالة سقوط الطاغية فقط .
وأنه بعد ادراكه لحقيقة المأزق الذي وجد فيه صديقه بشار ، بادر لوصف الوضع في سوريا بأنه بالغ الخطورة ويزداد سوءا.
وباعتبار أن المهمة الموكلة للإبراهيمي لم تنتهي بعد لذلك نراه اليوم يؤكد "أن فشل مساعيه لإقرار هدنة لمدة أربعة أيام لن تثنيه عن السعي إلى خفض العنف وصولا إلى وقفه؛ بما يساعد على بناء "سوريا الجديدة". وقد نسي عن أي سوريا يتحدث بعد خراب مالطا.
ربما الإبراهيمي يرغب بجولات سياحية في دول جديدة غير التي زارها في جولته الأولى والتي شملت السعودية وتركيا وإيران والعراق والأردن ولبنان وسوريا. ليبادر الى استئنافها بدءا من  روسيا و بكين ولا ندري بعد ذلك إلى أين .
و بالنظر الى أن أفكار الابراهيمي لا تنضب؛ فقد يتكرم بالقليل منها بعدما "يعود إلى مجلس الأمن مطلع الشهر المقبل ليحمل بعضها للتحرك مجددا"

و أما الحل السياسي فحسب أحد كبار دبلوماسيي الابراهيمي فقد أكد بأن العملية السياسية لن تبدأ قبل أن يكون الأسد والمعارضة قد تقاتلا إلى حد يقتنعان معه بأنه لم يعد هناك من خيار آخر. لذلك شاهدنا جرعة العنف الغير مسبوقة اليوم؛ واستخدام القنابل ذات زنة الخمسمائة كيلو غرام تنهال على رؤوس المدنيين في القرى والمدن السورية وبطريقة غير مسبوقة خلال فترة العدوان الأسدي على سورية.
لذلك على الشعب السوري ادراك هذه الحقيقة؛ و للأسف فإنها الوحيدة بين زحمة الحقائق التي يتناقلها الاعلام اليوم. وأن لا يعولوا على غيرها أبدا مهما كانت الكلفة التي تكبدها و سوف يتكبّدها حتى نيل مبتغاه.  
الدكتور حسان الحموي

الخميس، 25 أكتوبر 2012

تمرد أم ثورة!!




تكلم الكثير عن هدنة مفترضة في أول أيام عيد الأضحى وتعالت الأصوات من جميع الأطراف من أجل إقرارها ومن ثم مباركتها والتأكيد على الالتزام بها ، وأثارت هذه الهدنة المفترضة الكثير من الجدل والحوار في الإعلام والفضائيات وعلى مواقع التواصل الاجتماعي وفي أروقة السياسة الخلفية والعلنية ، كل هذه الجلبة من أجل هدنة خلبيه الجميع يعرف بأنها مجرد أوهام أو أضغاث أحلام لا تسمن ولا تغني من جوع إلا الذين يعيشون في أوحال الوهم المدقع.
عن ما ذا تتكلمون ؟!!!
أم أنكم نسيتم ما انتم فاعلون ؟!!!
إلى أين تذهبون ؟!!!!
أم أنكم أضعتم طريقكم المحتوم ؟!!!
هل ما يحدث في سوريا هو تمرد مسلح كي نتكلم عن هدنة ، ونرتجيها ، ونتفاوض عليها ، ونستجديها.؟
هل تأجيل القتل أربعة أيام أصبح غايتنا ومرادنا ؟؟
هل يوجد أنصاف حلول في الثورات ؟؟
ألا تعرفون أن الهدنة تحدث بين طرفين متقاتلين ؟؟
ألا تفهمون أن الهدنة تقر بوجود طرفين ؟؟
منذ متى تعترف الثورات بشرعية من تثور عليه ؟
ماذا قدمت لنا الهدنة ، سوى ما أراده لنا أعدائنا من الوقوع في شراك فخاخه الدولية .
أين السياسيون من شرح هذه الأمور للعامة والخاصة والمثقفين والثوريين ؟
إن هدنة كهذه وضعتنا جميعا موضعاً لا نحسد عليه ، وأفقدت الثورة شرعيتها ، وأثبتت أنها مجرد تمرد مسلح على حكومة شرعية تحظى بقبول دولي وإقليمي وعربي .
لا للهدنة ، لأنها تؤدي للاعتراف بشرعية المجرمين والقتلة والسفاحين .
لا للهدنة ، لأنها مجرد فخ دولي لتجريدنا من شرعيتنا القانونية الدولية .
لا للهدنة ، لأنها لا تعطي الثورة الأحقية والمبادرة والشرعية.
لعل البعض يقول كفنا سفكاً للدماء ولنسترح قليلاً ، ومن ثم نتابع ثورتنا ....
أقول لهؤلاء .........إن الثورة لا تأخذ استراحة محارب ..........إن الثورة مستمرة حتى النصر
لا تراجع ولا استسلام حتى إسقاط النظام
والجميع يعرف أن هذه العصابة لا تلتزم بعهد ولا وعد ، فعلى ماذا تفرحون ؟؟
إن الوقوع في مثل هذا الفخ يؤشر ويدل على قصور سياسي كبير، وفقدان للقيادة ، وضياع البوصلة ، وتشتت القوى الثورية ، وعدم فهم الأهداف بشكل صحيح ، فقد وقعنا الآن في فخ البروتوكول الإضافي الثاني لعام 1977 للاتفاقيات جنيف لعام 1949 ، الذي يعتبر أن النزاعات المسلحة غير الدولية ، هي شأن داخلي محض يجب عدم استخدام التدخل الإنساني فيه مطية لتدخل دولي في شؤون دولة مستقلة، وهذا ما يثلج قلب روسيا وايران ومن لف لفهما.
هنا وجب التنبه والاستيقاظ ، وأصبح واجب علينا أن نشد الصفوف ونشحذ الهمم ،وأن نصيغ الأهداف ،ونحدد الطريق كي نسير جميعا باتجاه واحد موحد ، نوحد قوانا ونجمع أشتاتنا ، كي تنتصر ثورتنا بأسرع وقت ،ونحقن دماء عبنا العظيم المعطاء الذي لم يبخل بدمه من أجل عزته وكرامته ، فعلينا أن لا نخذله وأن لا نبيع قضيته ، بل أن نقف أمامه وقيادته نحو غد مشرق.
أعرف تماما ما يعانيه شعبنا من آلام وما يقدمه من تضحيات جسيمة ، ولكننا لا نريد أن تذهب هذه التضحيات سدى أمام لعبة الأمم المتحدة ، وما النصر إلا صبر ساعة ، والنصر قريب بإذن الله.
عاشت سوريا حرة أبية
السوري الثائر

للثوار السوريين: كلام على المكشوف د. حسان الحموي



 الحقيقة الوحيدة التي أضحت جلية في أعين جميع الثوار في الداخل والخارج هي أن الحرب سوف تطول ، وأن لا رهان على موقف دولي متعاطف مع الشعب السوري،  ولا رهان على حل دولي يرضي طموحات الشعب السوري ويلبي متطلباته في الحرية والكرامة والديمقراطية.
 وأن الحل الذي يحاول الابراهيمي تسويقه بالاتفاق مع الغرب غير مقبول لأنه حل مع بقاء الأسد هو يعلم يقينا أن الشعب لن يقبل به؛ لذلك يتم الايعاز للعصابة والسماح لها باستخدام جرعات عنف عالية عسى أن تشكل ضغط انساني وعسكري وسياسي على الجيش الحر و على الحاضنة الشعبية له .
الخيار الوحيد المطروح على الشعب السوري اليوم هو المفاضلة بين النظام السوري بكل مكوناته بدون الأسد و بين الأسد مع بعض التغيير في آليات عمل النظام ، وللأسف يتم تسويق هذه الخيارات من خلال بعض العناصر المعارضة والتي تم فرضها مؤخرا على جناحي الثورة العسكري والسياسي.

ان الحافز الذي جعل المجتمع الدولي يتجرأ على الشعب السوري بهذه الصفاقة هو نجاحه في تسويق خططه المشابهة لهذا السيناريو في كل من اليمن ومصر .
ولكن رفض مكونات الشعب السوري لهذه الحلول جعل المجتمع الدولي عاجز عن تسويقها حتى هذه اللحظة ، لذلك نراه يتساهل مع اجرام عصابات الاسد حتى يصل الشعب والنظام لمرحلة الانهاك الكامل ، ومن ثم يتم اعادة تسويق هذه الحلول مرة أخرى.
لذلك تم تشكيل لجنة التسليح المشرفة على تزويد الجيش الحر بالسلاح الذي يحافظ على الصراع في منطقة الوسط دون الحسم.
هذا الحل هو من أرخص الحلول تكلفة على المجتمع الدولي ولكنه من أعلى الحلول تكلفة على الشعب السوري، وهذا الحل بالطبع غير مطلوب انسانيا ولكنه مطلوب سياسيا واستراتيجيا وعسكريا لأنه يضعف الخصم الحقيقي للكيان الغاصب في فلسطين .
 ردة فعل النظام الحاكم في مصر الغير فاعلة على التصعيد الأخير من قبل الكيان الصهيوني في غزة سوف تعزز هذه النظرية في الحلول المعلبة ، فالغرب يرغب في مثل هذه الانظمة العاجزة عن اتخاذ مواقف ايجابية مع شعوب المنطقة ، والتي تبقى ضمن دائرة الحسابات الغربية من جهة ؛ مع المحافظة على الضغط الشعبي المعارض الذي يشكل تهديد لها في اي لحظة.
ان استمرار وتيرة العنف المتزايد من قبل عصابات الاسد و شلال الدم المسال أمام عدسات الاعلام يشكل احراج لأنظمة الحكم التي ترفض شعوبها أن تعيش في ظل أزمة الأخلاق الانسانية هذه.
فمأساة الشعب السوري شكّلت أكبر أزمة عرفها النظام الدولي الاستبدادي في تاريخه.
لذلك نرى حكام هذه الدول تسارع في الاتيان بأعمال سياسية واعلامية خلبية ضمن مجموعة أصدقاء الشعب السوري والتي بلغ عددهم أكثر من مئة دولة.   
حيث اكتفت حتى هذه اللحظة بتقديم بعض الاعانات الاغاثية والسلاح غير الفعال و لن تطور هذه الدول استراتيجيتها لأبعد من ذلك أبدا.
ما يحصل اليوم هو محاولة لإنقاذ الاسد من خلال منحه هدنة مؤقتة بغية اعطائه فرصة سياسية و أخرى عسكرية لإطالة عمره من جهة و اطالة مدة الإجرام الممارس أملا بإقناع طرفي النزاع كما يسمونه اليوم بقبول حل وسط، أو إخماد الثورة ذاتيا . لكن القناعات الأخيرة التي بدأت تتشكل عند الزعامات الغربية أن الشعب السوري حسم أمره: "عندما قرر أن ينتصر أو يموت".
وأنه مع تزايد جرعة العنف يزداد صلابة واصرارا على تحقيق أهدافه لأنه يعتقد أنه يدفع مسبقا الثمن الغالي من القتل و السجن و الاغتصاب و التشريد .
وأنه يريد أن يسير قدما في تحقيق هدفه مهما كانت التكلفة ، وأن الحل الدولي المعلب لن يستطيعوا تسويقه إلا من خلال فرض استعمار مباشر من قبل قوى غربية قادرة على فرض الحل بالقوة؛ وهذا ان تم فسوف يكون مؤقت.
وأنه لا يمكن اقناع هذا الشعب بتحاشي مواجهة المجتمع الدولي وأياديه الخفية .
لذلك الشعب السوري اليوم لا يعول على الحكومات ذات الضمير الميت ، و إنما يبني على صحوة ضمير لبعض الشعوب المتحضرة وخاصة المسلمة والمتعاطفة مع الثورة السورية .
و الواقع و التاريخ القريب أثبتا أن هذه المواجهة المفروضة و الحتمية على الشعب السوري لن تكلل بالنجاح إلا بالاستعانة - بعد الله تعالى – بركيزتين أساسيتين:

-     نشر الوعي عند غالبية الشعب السوري بعدم جدوى بقاء هذه العصابة على سدة الحكم ، وأن سبب طول الأزمة هو بقاء شريحة كبيرة من الصامتين سلبيين يتلقون ضربات النظام دون الاتيان بأي ردة فعل ايجابي تجاه هذا الطاغية .
-     الايمان بأن الحل الوحيد المفروض على الشعب هو الحل العسكري ولا مناط من دعم الجيش السوري الحر للوصول إلى بناء اللبنة الأساسية لدولة سورية القادمة.
ولن نصل الى هدفنا قبل أن نحقق هاتين الركيزتين.
والنتيجة هي أن الهدنة التي قدمها الابراهيمي ما هي إلا فبركة دولية للإيحاء ببذل الجهود من قبله ، وكأن مجازر الإبادة تحتاج إلى هدنة ، حيث سيأخذ استئنافها بعد ذلك طابعا شرعيا !!! وهكذا يريد الغرب تقنيين المجازر وشرعنتها ، ولا يدري أن هذه الهدنة قد كتبت بدماء الشعب السوري، هدفها الوحيد هو الايحاء للعالم بنجاح مبادرته و تأجيل اعلان فشل مهمته في سورية؛ وهذا هو ديدن الأخضر الابراهيمي- الاستمرار في التضليل واللعب في الأوقات الضائعة- فقط لا غير .
الدكتور حسان الحموي

الجمعة، 19 أكتوبر 2012

اغتيال وسام الحسن أول انجازات العصابة الأسدية في لبنان



في البداية لمن لا يعرف العميد وسام الحسن :(41 عاما)،(١٩/١٠/٢٠١٢) هو من مواليد بيروت في العام (1969) ، عمل مديرا للمراسم في رئاسة الحكومة في عهد حكومات الرئيس الراحل(رفيق الحريري)، كما عين بتاريخ (12) شباط من العام(2006) رئيس لشعبة المعلومات التابع للمديرية العامة لقوى الامن الداخلي وكان برتبة مقدم ، و أوكلت اليه مهمة توقيف القادة الأمنيين الاربعة، كذلك تولى توقيف مجـــــموعة مسلحة تنتمي إلى «القاعدة» مع نهاية عام(2005)، وفي العام(2007) نال المقدم وسام الحسن قدماً استثنائياً لعام واحد، بعد توقيف المشتبه في ارتكابهم جريمة عين علق وتم ترقيته إلى رتبة عقيد.
أهم انجازات العقيد وسام الحسن خلال الفترة الممتدة من العام 2006 حتى العام(2010) خلال ترأسه لشعبة المعلومات هو تمكّنه من توقيف ما يزيد عن(30) شبكة للتعامل مع العدو الإسرائيلي؛ يضاف إلى ذلك انجازاته المتعلقة بتوقيف الجماعات الارهابية المخلة بالأمن؛ بالإضافة إلى كشف العديد من الجرائم التي تخص الشأن الداخلي اللبناني؛ واخرها توقيف ميشال سماحة عميل النظام السوري؛ و بيان علاقة بثينة شعبان مستشارة الطاغية بشار بجرائمه.
كل هذه الإنجازات دفعت عصابة الأسد ومواليه في لبنان إلى جعل وسام العدو رقم واحد والمطلوب حيا او ميتا .....
ولذلك كان الانتقام منه اليوم .
وقبل ان نسمع أبواق محور الشر في لبنان تتوجه بأصابع الاتهام إلى القاعدة او اسرائيل ، و تبدأ بصياغة الفبركات الاعلامية عن اختراقات اسطورية لعناصر الحزب للجماعات الارهابية واستعراض بعض الأدلة الواهية والتي تدل على أن تلك الجماعات هي وراء التفجير الذي أودى بحياة العميد .
نقول أن من قتل وسام الحسن هم عناصر حزب اللات والنظام السوري وبدعم ايراني لوجستي روسي صهيوني ...والايام القادمة ستبرهن هذا.
 هؤلاء القتلة بدأوا بتصفية الرجال الذين يطاردونهم ..كما صفوا بالسابق الحريري ومن قبله الكثيرين .
كل ما يجري في الشرق الاوسط هو من انتاج هؤلاء القتلة، لأنه اليوم أصبح جليا اجتماع المصالح المتباينة بين عصابات الأسد وحزب اللات واسرائيل وايران في سورية وتوحد كل هذه القوى أمام كل من يعادي مصالحهم في المنطقة .
ولمن يريد معرفة سبب مقتل العميد وسام الحسن من قبل  زعيم عصابات حزب اللات والخبر ورد على قناة هؤلاء القتلة ( المنار) وهو يرد على تسريبات وسام الحسن منذ فترة حول المجرم ميشال سماحة نرده إلى مشاهدة هذا الفلم:
http://www.youtube.com/watch?v=OgNV6LdzjlY
في الأيام الأخيرة لوحظ استنفار كل العناصر الموالية للعصابة الأسدية للتمهيد لهذه العملية و قد لوحظ  هذا في مقالة لشارل ايوب في الديار في عددها الصادر في الخميس , 18 تشرين اول 2012 -13:11
بعنوان التهديد من وسام الحسن لن يؤدّي الى خوفنا
كشفت فيها الجريدة بأن  “الديار” اللبنانية " تلقت إتصالاً مجهولاً يوم أمس الأربعاء هدد بقتل رئيس مجلس إدارتها شارل أيوب إذا لم توقف حملتها على الرئيس سعد الحريري ورئيس فرع المعلومات وسام الحسن.
ونشرت “الديار” في عددها الصادر صباح اليوم الخميس 18 تشرين الأول/ اكتوبر 2012 أن الاتصال أجراه “مجهول” تحدث بلغة بدوية مهدداً بقتل شارل أيوب، متهمة أن الرئيس سعد الحريري والعميد وسام الحسن يقفان خلف التهديد لكون الديار على علاقة ممتازة مع سورية".
مذكرةً بما سبق ونشرته عن "لقاءات سرية عقدها كلٍ من سعد الحريري ووسام الحسن مع شخصيات إسرائيلية وضباط في الموساد وفي المخابرات الأميركية. فذكّرت أن الرئيس الحريري اجتمع سراً بالوزير داني أيالون الصهيوني، كما جمع لقاء سري آخر العميد وسام الحسن مع ضباط في الموساد."
وتوجهت الديّار إلى الحسن  : "لستم في قوة تمكنكم من استعمال اسرائيل لمصلحتكم، بل يا عميد وسام الحسن ستستعملك اسرائيل لمصلحتها ضد حزب الله، وعندما تقع الفتنة السنية – الشيعية سوف تكون انت مسؤولاً لأنك تعاطيت مع العدو الاسرائيلي وقمت بحرب داخلية ضد حزب الله في لبنان".
وأوردت أيضا: "ليتهم يأخذون ما نقوله على هذا الاساس ولا يقومون بالتهديد ولا يقعون في الاخطاء".
اليوم اغتيل العميد وسام بعد يومين فقط من تهديد شارل ايوب !، ونقول له و لزملائه من عصابات الأسد وحزب اللات .
 هل إسرائيل ساذجة إلى الدرجة التي تترك فيها عدوها المزعوم واتباعه؛ وتقتل من تتهمونه كل يوم بالعمالة والخيانة لها؟!! .
وكلامنا طبعا ينطبق على كل الاغتيالات التي حدثت في لبنان منذ شباط 2005 وحتى اليوم ....
والجميع يعلم أنه لا بصمة اليوم إلا للمجرم بشار وحزب اللات الإيراني ومن يدور في فلكهم ، وأن التقاء مصلحتهم مع الصهيونية العالمية هي من أنجز هذا الاغتيال .
 فهل تعتقدون أنكم تخيفون باقي خصومكم في المنطقة بإنجازكم هذا؟!!. نعم إن يد الاجرام لديكم مازالت الطولى . لكنكم لن تستطيعوا اليوم ابعاد الأنظار عن جرائمكم بحق الشعبين السوري واللبناني .
فيديو رائع حول اغتيال وسام الحسن:
https://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=gKSNwFORobo#!
الدكتور حسان الحموي

الأربعاء، 17 أكتوبر 2012

الهدنة المؤقتة نعمة أم نقمة؟


على الرغم من كل الصعوبات و العقبات التي تضعها الدول صاحبة القرار والحظر المنقطع النظير عن مساندة وامداد الثوار بالأسلحة المطلوبة لحسم المعركة ، وعجز الدول المتعاطفة مع الثورة عن مساندة الثوار بسبب الضغط الأمريكي والغربي لمنعهم من تقديم أي عون حاسم يشكل منعطفا لهذه المحنة والمنحة بنفس الوقت .
هذا الأمر دفع الثوار إلى اقتلاع سلاحهم بأسنانهم، رغم أنف المعادين والمحابين والمناوئين للثورة .
في الفترة الأخيرة الكل بات يردد مقولة بأنه ليس هناك حل عسكري لإنهاء الصراع في سوريا !!
و القصد من هذه المقولة هو كسر معنويات الثوار بعد أن توالت انتصارات الجيش الحر وانكفأ جيش النظام في أكثر من موقع.
ترافق ذلك مع تسارع وتيرة المبادرات المشبوهة وآخرها خطة الإبراهيمي والتي تتمثل في اربع نقاط :
بداية بهدنة عسكرية لإيقاف القتال بين عصابات الأسد والجيش الحر لمدة ثلاثة ايام  ومن جميع الأطراف ، بحيث تكون موافقة لعيد الأضحى المبارك، وبرر الرجل هذه الدعوة بتسهيل حركة المدنيين ؛ فيحصلوا على حاجاتهم ويتنقلوا بشكل آمن خلال عيد الأضحى .
والثانية هي جمع الأطراف المتقاتلة على طاولة مفاوضات  لبحث المرحلة الانتقالية، وخلال هذه المرحلة سوف يتم تنقية الجيش الحر من العناصر الاسلامية المتطرفة ، حيث سَيُعامل الجيش الوطني الذي سيعلن عن تشكيل قيادته الموحدة كجهة عسكرية مسؤولة عن المرحلة الانتقالية، و قيادته ستكون ملتزمة بضبط التسليح و الأمن فيها.
وبالتالي تمكين المجتمع الدولي وبالطبع أمريكا من ممارسة الضغط على قيادات الجيش و الكتائب لتتوحد بداية وليصار إلى توجيهها وضبط أدائها لاحقا، وقد تم سابقاً تحفيز الكتائب على ذلك لكن ربما سيتم معاقبتها بوقف المعونات إن لم تقبل الانخراط في هذا التشكيل .
أو معاملتها و كأنها خارجة عن القانون في المرحلة المقبلة وتهديدها بإحالتها الى محكمة الجنايات الدولية بحجة ارتكابها جرائم حرب كما أفاد تقرير اللجنة المشكلة لمتابعة انتهاكات حقوق الانسان في سورية أمس. العنصر الثالث هو الاتفاق على مرحلة انتقالية يكون فيها انتخابات بوجود الأسد ، وطبعا باعتبار أن العنصر الأخير مرفوض من قبل المعارضة حسب تصريحات رئيس المجلس الوطني مؤخرا بأن "الحديث عن أية حكومة وحدة وطنية بوجود مجموعة الرئيس السوري بشار الأسد هو أمر لا معنى له" لذلك لم يتم التصريح به من قبل الابراهيمي مباشرة وانما تم تسريبه من خلال الصحافة ، ومن خلال مبادرات ايرانية و عراقية و من خلال تصريحات الوزير الفرنسي على لسان لافروف مفاده بتمسك روسيا بالأسد على رأس السلطة في سوريا .
طبعا هدف كل هذه التحركات هو كبح جماح المعارضة بعد أن اشتد عودها، وتنقيتها من العناصر التي تعتبر اشد فتكا على النظام ( جبهة النصرة)، والتي بدأنا نسمع صراخ ((صولاغ العراق)) وتخوفه من تأثيرها على العراق مستقبلا، و نتيجتها المؤكدة هو منع تزويد الجيش الحر بالسلاح والعتاد .
هذا الصراخ لم نكن نسمعه عندما كانت الغلبة لعصابات الأسد ، وانما سمعناه اليوم ، لأن كفة عصابات الأسد بدأت تميل لصالح الجيش الحر، و لأن غاية العنف الممارس منذ اندلاع الثورة هو تركيع الشعب !!، لذلك كان مسموح للأسد وعصابته استخدام جميع أنواع الأسلحة حتى العنقودية و الكيماوية منها ؛ عكس ما تم إيهام الرأي العام به، ولكن حسب تطور المعركة على الأرض ، وهذا ما لاحظناه أمس في جسر الشغور ومعرة النعمان ؛ حيث تم قصف مناطق ادلب بالكيماوي؛ ولم يرد ذكر ذلك على أية محطة فضائية لا شرقية ولا غربية .
الجميع يسارع اليوم ليردد مقولة "الهدنة المؤقتة من قبل جميع المتقاتلين ومنع دعم المسلحين بالسلاح والأموال"، التي نادى بها أنصار الأسد من الإيرانيين والروس ومعهم بعض المسؤولين العرب  والأجانب ، وطبعا  يقولونها خوفا على مصير حليفهم الساقط بإذن الله؛ و ليس إشفاقا على الشعب السوري؛ بعد أن أيقنوا فشله في الانتصار على الشعب الثائر ؛ فهو أشبه بحق أريد به باطل !!..
لأن الجميع اليوم يريد الالتفاف على إرادة وعزيمة الشعب السوري ، فالذين يحققون الانتصار اليوم لايحققونها بكثرة عدة أو عتاد ولا بوفرة امداد؛ وإنما يحققونها بإرادة صلبة وتصميم على النصر ، ولأنهم باعوا الرخيص واشتروا كرامتهم وعزتهم وسيحققون قريبا حريتهم بإذن الله..
فالجيش الحر بدأ معركته بنفر قليل وأصبح اليوم يسيطر على ثلاثة أرباع الأرض السورية وانتصاراته تتوالى يوما بعد يوم ، حتى أن جنود النظام في بعض الأماكن ( الفوج 46 ,, وادي الضيف ,, الدويلة ... ) أصبحوا محاصرين في بقع معزولة لا تأتيهم الإمدادات إلا عبر الطائرات ولم يبق أمامهم إلا الاستسلام أو الموت جوعا أو قتلا"..
والأسد لم يوافق على هذه الهدنة الا بعد أن فقد توازنه و فقد سيطرته على الارض و لأنه أدرك حجم القتلى بين صفوف شبيحه؛ وأن الأرض لم يعد يملكها هو لأن الجيش الحر يسيطر على جزء كبير منها،  و الموافقة على الهدنة و وقف اطلاق النار،  تعني له وقف عمليات الجيش الحر وتراجعه نسبيا .... و بذلك سيعيد ترتيب أوراق اللعب و سيقف على قدميه من جديد
فالهدنة اليوم لا تقدم ولا تؤخر بالنسبة للشعب السوري ، وربما فقط تؤجل قصف اليوم إلى الغد ؛ لكنها تعني الكثير بالنسبة للعصابة الأسدية، لذلك يجب ان نستوعب بأن الارض اليوم هي لنا؛ و السيطرة هي للجيش الحر في كثير من المناطق ؛ فلا يجب الانصياع للعبة السياسية الجديدة من الاخضر الابراهيمي .......فالعواقب وخيمة و غدر النظام لا حدود له               
فالعالم لا يهمه توفير أرواح السوريين ولا يعي حرمة أعيادهم وانما الذي يهمه هو مدى قدرته على التحكم برتم المعركة .
  
الدكتور حسان الحموي

الجمعة، 12 أكتوبر 2012

هل يوجد في الثورة السورية منطقة وسطى؟ د. حسان الحموي



على الرغم من كل الصور الصادمة الصادرة عن القمع المنقطع النظير من قبل عصابات الأسد خلال العشرين شهرا الماضية من عمر الثورة السورية ، وعلى الرغم من أن القوات الأسدية لم يبق لها شيء تستطيع فعله إلا وفعلته ، ما تزال فئة من الشعب السوري في المنطقة الوسطى!!!.
وعلى الرغم من كل الانتصارات التي يحققها ابناءنا الأحرار ، مازالت فئة من الشعب السوري حتى هذه اللحظة تشكك في نصر هذه الثورة وتحاول جاهدة البقاء في المنطقة الرمادية!!!.
 كلنا يقول أن آثار هذا القتل والتخريب لا يمكن أن تصدر سوى عن أناس طائفيين،  إذْ يتمُّ ذبحُ الشّعبِ السّوريّ، بسكّينٍ طائفيّ، وقذيفةٍ طائفيّة، وصاروخٍ طائفيّ، وبرميلٍ طائفيّ، وعناصر بشريّة طائفيّة، وقيادة طائفيّة، واضطهاد طائفيّ، وضغط خارجي طائفيّ، واصطفاف اقليمي طائفيّ، لكن بعد أن ينقشع غبار المعارك، وتنكشف وجوه المقاتلين، تجد تفسير لكل الأسئلة ، عدى سؤال وحيد؛ يثير لديك الكثير من الأوجــــاع .. !!!
من الذي قام بكل تلك الجرائم؟...،  هل هم الطائفيون فقط؟...، أم أن جزءا مهما منهم هم من أبنائنا ، وإخواننا، وأقاربنا ، وأولاد جلدتنا!!!...
خاصة عندمــــــــا يتم أســـر عدد من العسكريين المنضمين تحت كتائب الأسد؛ ويتم التحقيق معهم ؛ نجد أنّ فيهم من مــدن منكـــوبة كحمــص وحلـــب وحمــاة والديــر إلى آخر تلك المناطق المدمرة، والتي أصبحت لا تعد ولا تحصى!؛...
  نســـتغــرب أشـــد الإستغراب ...
ونعود لنتساءل : مـــاذا يفعـــل هؤلاء بيـــن قتلـــة أطفـــالهم وأمهاتـهــم وآبائهم وعشيرتهم وقريتهم ؟ .. !!!.
 كيـــف ترك هؤلاء بشار وأزلامه يسوقوهم كالأغنـــام لما يسمى بالخدمة العسكرية وهي خدمة لعصابات الاسد؟...!!!.
كيف يستطيع من يدعي الدفاع عن شرف الأمه وأصالتها أن يشترك في قتل الأطفال وذبحهم؟...!!!.
كيف أكون ثائرا وأسمح لأخي وابني وابن أخي وجاري أن يبقى في جيش العصابة الأسدية ليقتلني؟..!!!.
لماذا لم أستطع بعد عشرين شهر من عمر الثورة أن أقنع أهلي بالانشقاق عن جيش الاسد؟..!!!.
عندما كنت أسأل بعض الثوار عن خاصتهم التي مازالت ضمن كتائب الأسد ، أو في وظائف تقدم الدعم اللوجستي لهم ؛ يبادرك بقوله تعالى : {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء }[56] القصص ،
وكأنه بهذا يريد التخلص منك ، والاستسلام للأمر الواقع ، وتركهم على ما هم عليه بهذه الحجة ! فهل تسوغ ، وتصح حجتُه ؟
أيضا نجد أن الكثير من السوريين يريدون في هذه المرحلة أن يكونوا في المنطقة الوسطى، ويضمنوا خط الرجعة في حال بقاء الأسد على سدة الحكم ، فهم من جهة متعاطفين مع الثورة وقد يكونوا منخرطين فيها؛ لكنهم لا يقبلون أن ينشق أخ لهم من الجيش الأسدي .
 وإن صُدِمتَ بمقتل أحد أقاربهم وهو يؤدي مهمة قتالية أو مساعدة لوجستية ، يبادرك بذكر مناقب ذاك الرجل وأنه متعاطف مع الثورة ويصلي ويصوم !.
فهل يكفي ذلك لتزكيته!!! ... حتى وإن بقي مع النظام ، أو أعانه على جرائمه؟!.
 إن الهداية و توفيق العمل ، وخلق الإيمان في القلب؛ كل هذه لا يملكها إلا الله وهذا هو المراد بالآية السابقة {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء} [56]  القصص
والمراد بقوله تعالى {مَن يُضْلِلِ اللّهُ فَلاَ هَادِيَ لَهُ } [186]  الأعراف
وقوله تعالى {إِن تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُهْدَى مَن يُضِلُّ }[37 النحل] في قراءة نافع ، وابن كثير ، وأبي عمرو ، وابن عامر .
وقوله تعالى {أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِي الْعُمْيَ وَمَن كَانَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ} (40) سورة الزخرف .
وقوله تعالى {قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ إِلاَّ أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ} (35) سورة يونس .
وقوله تعالى {بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ فَمَن يَهْدِي مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ ..} (29) سورة الروم .
وقوله تعالى {أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِن بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ} (23) سورة الجاثية .
أما هؤلاء فقد غابت عنهم مسألة السجان للإمام أحمد بن حنبل ، عندما سأله : هل أنا من أعوان الظلمة فقال له: لا لست من أعوان الظلمة، إنما أعوان الظلمة من يخيطوا لك ثوبك، من يطهو لك طعامك، من يساعدك في كذا، أما أنت فمن الظلمة أنفسهم.
أيضا غابت عنهم مسألة الخياط لسفيان الثوري عندما قال: إني رجل أخيط ثياب السلطان هل أنا من أعوان الظلمة؟. فقال سفيان بل أنت من الظلمة أنفسهم ولكن أعوان الظلمة من يبيع منك الإبرة والخيوط.
لذلك نقول : اليوم لا يـــوجد منطقـــة وسطــى بيـــن أن نكـــون مـــع الــوطــــن والحــــق ... وبيـــن أن نكــــون مـــع الطغاة والظالمين.
يجــــب أن نعمل جاهدين على تعريف ابني وابنك ... أخــــي وأخـــوك ، ابـــن عمي وابن عمك ، صديقي وصديقك ، أنه لا يجوز أن يقبلوا أن يبقوا ســـاعة واحـــدة بيـــن صفــوف قتلـــة أهلهم .. !!! ؟؟؟
فلا عـــــــــذر الــــيــــوم لأحـــــــد ، فالنصــر بـــات قــريب بإذن الواحــد الأحـــد
ولا ندري كيــف ستـــواجهـــون ما بقي من إخـــوتـــكم؛ وهـم يَدعـــون علــى مــن قتـــل آبائهم ... الذيــن هم آباؤكــم !!!.  
إذاً هل سيبقى إعلامُ الثّورةِ السّوريّة، غافلا عن بقاء تلك الفئة من الشّعب السوري في المنطقة الوسطى ؟...
 وهل سيبقى من يدينون لهم بالولاء يرتكبون الجرائم بحق أهلهم لصالح هذه الطغمة الحاكمة؟....
 وهل ننتظر النصر من الله ونحن لا نستطيع نصر أنفسنا ؟...
سؤال أدعه في عهدة جميع المنتمين للثورة السورية !!!...
الدكتور حسان الحموي